Skip Ribbon Commands Skip to main content
Sign In
الجمعة,19 نيسان, 2024
الرئيس عون والسيدة الاولى يحضران القداس الميلادي في بكركي
الرئيس عون والسيدة الاولى يحضران القداس الميلادي في بكركي
25/12/2016

 

الرئيس عون والسيدة الاولى يحضران القداس الميلادي في بكركي
رئيس الجمهورية: لن تصدموا بوعودنا، سيتم ملء الفراغات في الانجازات والسلطة بما يلزم لتكون مفخرة لكل اللبنانيين.
البطريرك الراعي للرئيس عون: عيد الميلاد  يكتسب هذه السنة رونقًا خاصًّا بانتخابكم
----------------------------------
وعد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في اعقاب خلوة عقدها مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي صباح اليوم قبيل القداس الميلادي، بالعمل بكل جهد لتكون السنة الجديدة سنة خير وسلام، مؤكدا انه سيتم ملء الفراغات التي سجلت في الانجازات والسلطة بما يلزم ان تملأ به لتكون مفخرة لكل اللبنانيين.
 
وكان الرئيس عون وصل الى الصرح البطريركي عند الساعة التاسعة والدقيقة العشرين حيث استقبله البطريرك الراعي والكاردينال مار نصر الله بطرس صفير. وبعد التقاط الصور في صالون الاستقبال الكبير رحب البطريرك بزيارة الرئيس،  لافتا الى الارتياح الذي عم لبنان بعد تشكيل الحكومة الجديدة وما ينتظره اللبنانيون من انجازات.  وقال الرئيس عون انه سيكون العمل الحكومي على خطى سريعة غير متسرعة ومدروسة لتكون على ما يتمناه اللبنانيون.  بعد ذلك،  توجه والبطريرك الراعي الى المكتب المحاذي للصالون حيث عقدا خلوة استمرت نحو عشرين دقيقة عرضا خلالها للمستجدات المحلية بعد اقرار مجلس الوزراء البيان الوزاري، بالاضافة الى آخر التطورات الاقليمية.
دردشة مع الاعلاميين
وبعد الخلوة، عايد رئيس الجمهورية الصحافيين المتواجدين في الصرح، متمنيا ان يعيد الله عليهم، وعلى لبنان، عيد الميلاد المجيد والسنة الجديدة بالخير والسلام. وقال: "اننا في هذه المناسبة نعدكم باننا سنعمل بكل جهدنا لتكون سنة خير وسلام.  ان الوعود كثيرة وكذلك هي الانتظارات، وان شاء الله لن تصدموا باي من هذه الوعود، لاننا سنعمل بجد وجهد كي نحقق هذه الامنيات والانتظارات التي يحتاجها لبنان"، لافتا الى ان ثمة فراغات كثيرة  سجلت بكل ما للكلمة من معنى في المدة الطويلة الاخيرة وحتى يومنا هذا . وقال: "ان شاء الله سيتم ملء هذه الفراغات في الانجازات وفي السلطة بما يلزم ان تملأ به، من اشخاص، وصفات الكفاءة والادمية،  وان تكون التقنيات سليمة ويتم احترام الوقت لتكون مفخرة لكل اللبنانيين".
وردا على سؤال حول العيد الذي سيصدر قانون الانتخاب فيه،  اجاب: "في عيد الانتخابات".
ثم انتقل الرئيس عون والسيدة الاولى ناديا الشامي عون التي كانت وصلت الى الصرح البطريركي عند الساعة التاسعة والدقيقة الخامسة والعشرين الى كنيسة السيدة في بكركي حيث حضرا قداس الميلاد الذي ترأسه البطريرك الراعي وعاونه فيه لفيف من الكهنة، بحضور رئيسي الجمهورية السابقين امين الجميل وميشال سليمان ونائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، والوزراء جبران باسيل وغطاس خوري وسيزار ابي خليل وعدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين والسفير البابوي في لبنان  المونسنيور غبريال كاتشيا وعدد من القادة الامنيين والعسكريين وكبار الموظفين من مدنيين وعسكريين وكبار القضاة  وفاعليات سياسية واقتصادية واجتماعية ورجال دين وحشد من المؤمنين.

عظة البطريرك
وبعد الانجيل المقدس، القى البطريرك الراعي عظة رحب في مستهلها برئيس الجمهورية وعقيلته، جاء فيها:
"أشرق نورُ مجد الربِّ حولهم في هجعات اللَّيل" (لو2: 8-9)
 فخامة الرئيس
1. عيدُ ميلاد الربّ يسوع، مخلّص العالم وفادي الإنسان، يكتسب هذه السنة رونقًا خاصًّا بانتخابكم رئيسًا للجمهورية، وبحضوركم مع السيدة اللبنانية الاولى عقيلتكم، بعد فراغ سنتَين وخمسة أشهر، حرمتنا من وجود رئيس في ميلادَين. وأتى توافق معظم الكتل السياسيّة والنيابيّة على انتخابكم شخصيًّا لا سواكم، ليقينها أنّكم الأفضل والأنسب لتوطيد دولة القانون والمؤسّسات، ولتحقيق الوفاق الشامل وشدّ أواصر الوحدة الوطنيّة التي تشمل جميع الأفرقاء. هذا ما ينتظره الشّعب اللبناني المدرك أنّ لبنان لا يستطيع النهوض، على كلّ المستويات، إلّا بتضافر قوى الجميع. وقد ازداد هذا الرونق بتشكيل الحكومة الجديدة الجامعة، التي تعكس كلّ مكوّنات البلاد. وهذا دليل على أن لبنان أرض التعددية والحوار. وإنّا نأمل أن يتمكّن عهدكم، في قلب النزاعات الدينية والمذهبية والخوف المتبادل في الشرق والغرب، من اعتماد منظّمة الأمم المتحدة "لبنان مقرًّا دوليًّا للحوار بين الأديان والثقافات والحضارات والإتنيات".
2. ويسعدني وغبطة الكاردينال مار نصر الله وسيادة السفير البابوي وإخواني السَّادة المطارنة، أن أهنِّئكم بالأعياد الميلادية المجيدة، وصاحبَي الفخامة رئيسَي الجمهورية السابقَين الشيخ أمين الجميّل والعماد ميشال سليمان وأصحاب المعالي والسعادة الوزراء والنوّاب وسائر الشخصيات الرسميّة الحاضرة معنا، والإخوة والأخوات جميعًا. ومعكم نهنِّئ كلّ الشعب اللبناني، المقيم والمنتشر، ملتمسين من الطفل الإلهي أن يشعَّ بأنواره على الجميع كي نتمكّن من تبديد الظّلمات التي تكتنف الوطن وحياة شعبنا من كلِّ صوب، مثلما "أشرقَ نورُ مجد الربّ حول رعاة بيتَ لحم وبدّد ظلمات اللَّيل" (لو2: 8-9).
3. ميلادُ المخلّص يفعل في العالم مثل النور الذي يلج الظلمة ويبدّدها مهما كانت كثيفة. ووجود الربّ وسط شعبه يمحو ثقل الانكسار واليأس والقلق، وينشر الفرح والبهجة. عن نور الفادي الإلهي تنبّأ آشعيا منذ سبعماية سنة قبل الميلاد: "الشعبُ السالكُ في الظلمة أبصر نورًا عظيمًا. والسالكون في ظلال الموت أشرقَ عليهم نور" (أش60: 1).
 
لا تستطيع الكنيسة، ولا أحد أيضًا، الظنّ أنّها تشعّ بنورها الذاتي. بل تشعّ بنور المسيح كالقمر الذي لا يضيء من ذاته، بل يعكس نور الشمس. كلّ مسيحي مدعو، في أيّة حالة كان أو موقع في الكنيسة أو المجتمع أو الدولة، أن يعكس نور المسيح، نور الحقيقة والعدالة والمحبة والحرية، ويقشع كل أنواع الظلمات. وهذا مطلوب بنوع خاصّ من كلّ مسؤول.
 
المسيح هو النور الحقيقي الذي ينير كلّ إنسان آتٍ إلى العالم على ما يكتب يوحنا في إنجيله (يو1: 9). فبمقدار ما نبقى متأصّلين فيه، وبمقدار ما نستنير بنوره، بقدر ذلك نبلغ إلى إنارة حياة الأشخاص والشعوب من حولنا.
 
4. استنار الرعاة، الفقراء والبسطاء والمتواضعون والمهمّشون، بنور الطفل الإلهي، فجاؤوا واستناروا وأناروا المجتمع بالخبر المفرح الذي انتشر حتى بلغ في أيامنا المسكونة كلّها.
 
واستنار المجوس الثلاثة، رجال الغنى والعلم والحضارة المغايرة، بالنجم المميّز الذي عكس أمامهم نور الملك الجديد المولود في بلاد اليهودية، وساروا إليه من بلد بعيد. فرأوا الطفل-النور، وترجموا رؤياهم بثلاث هدايا نبويّة عن شخصيّة من يجهلون أنه المسيح:  قدموا الذَّهب للملك، والبخور للكاهن، والمرّ للفادي. وعادوا إلى بلادهم حاملين البشرى، وهم يعكسون نور هذه الحقيقة.
فخامة الرئيس،
5. ظلماتٌ كثيفة تكتنف الشعب والوطن. إنّ عهدكم، مع معاونيكم في المجلس النيابي والحكومة والمؤسّسات العامّة، يُنتظر أن يكون عهد الاستنارة من أجل تبديد الظلمات عن الوطن والاقتصاد والأمن الاجتماعي.
فالوطن بحاجة إلى م��الحة وطنيّة شاملة تشدّد عراه بروح الشركة والمحبة، فتزول معه ظلمة الخلافات والنزاعات على حساب الخير العام.
والاقتصاد بحاجة إلى إصلاح ونهوض في كلّ قطاعاته الإنتاجية بحيث يسير نحو توطيد دولة الإنماء والنهوض الاقتصادي، من أجل إخراج الشعب من ظلمة الفقر، والمجتمع من ظلمة التقهقر. ولا بدّ من تبديد ظلمات: الفساد المستشري كما ترددون، وفساد البيئة الطبيعية والاجتماعية، والتهرّب الضريبي، والهدر والتوظيف العشوائي المذهبي والسياسي، والنفقات غير المنضبطة، والمشاريع المكشوفة سقوفها وسواها من الظلمات.
والأمن الاجتماعي بحاجة إلى معالجة أخطار المليونَي لاجئ ونازح. فهم مع تضامننا الإنساني معهم ومع قضيّتهم، يهدّدون الاستقرار الداخلي، وينتزعون لقمة العيش من فم اللبنانيِّين، ويعرّضون نفوسهم للاستغلال السياسي والمذهبي والإرهابي، ويشكّلون عبئًا ثقيلًا تنوء تحته الدولة والشعب. فلا بدّ من العمل الجدّي السريع، مع الأسرة الدولية، على إعادتهم إلى أرض وطنهم، وتوجيه جميع المساعدات إليهم هناك، لكي يتمكّنوا من إعادة بناء بيوتهم، واستعادة حقوقهم وكرامتهم كمواطنين.
 
فخامة الرئيس، أيّها الإخوة والأخوات
6. الرعاة والمجوس خرجوا من مكانهم ومشوا ورأوا نور المسيح فاستناروا وأناروا. نحن أيضًا بحاجة لأن نخرج من ذواتنا ودائرة تفكيرنا ومصالحنا الذاتيّة ونظرتنا الضيّقة، ونمشي لكي نرى ظلمات البؤس والاحتياجات عند شعبنا، فنعمل على تبديدها، ونرى كلّ ما هو جميل وخيِّر، فنشجِّعه ليصبح أكثر إشعاعًا.
 
وإذ نخشع معًا أمام الطفل الإلهي، المشعّ بأنوار محبّة الله وسموّ التواضع وكمال التجرّد، نسأله أن يدخلنا في رحاب هذه الأنوار، لكي نعكسها في العائلة والكنيسة، وفي المجتمع والدولة. وبهذا الدُّعاء نقدّم لكم أخلص التهاني والتمنيات بالأعياد الميلادية المجيدة، ونهتف
وُلد المسيح! هللويا!"
 
تقبل التهاني
ثم انتقل الرئيس عون والبطريرك الراعي الى  صالون الاستقبال الكبير حيث تقبلا التهاني بالعيد، قبل ان يغادر رئيس الجمهورية  الصرح البطريركي.