Skip Ribbon Commands Skip to main content
Sign In
الاربعاء,24 نيسان, 2024
رئيس الجمهورية يطلق حملة توعية لحماية الطيور المهاجرة.. الرئيس عون: "الله خلق لنا الطبيعة عالماً متوازناً: انسانياً، حيوانياً ونباتياً".. رئيس الجمهورية :"علينا ان نقيم معاهدة بين الانسان والشجرة، كما بين الانسان والعصفور لأننا نقوم بالاعتداء عليهم"
رئيس الجمهورية يطلق حملة توعية لحماية الطيور المهاجرة.. الرئيس عون: "الله خلق لنا الطبيعة عالماً متوازناً: انسانياً، حيوانياً ونباتياً".. رئيس الجمهورية :"علينا ان نقيم معاهدة بين الانسان والشجرة، كما بين الانسان والعصفور لأننا نقوم بالاعتداء عليهم"
01/04/2017

 

اطلق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حملة توعية لحماية الطيور المهاجرة التي تعبر سماء لبنان في مثل هذا الموسم من السنة، كاشفا انه "تبيّن انه على مسافة 200 كلم يغطيها لبنان، يُفقد العدد الاكبر من هذه الطيور، التي لا تُفقد في مكان آخر"، ومشددا على "ان هذه الطيور من المحرّم صيدها، والبشرية بأسرها تعمل على حمايتها، وهي ثروة عالمية لا يملكها احد، إذ هي ملك الجميع."

ودعا الرئيس عون الى وجوب "تعيين موسم للصيد يبدأ في ايلول وينتهي في آخر كانون الثاني، على ان تكون الدولة صارمة في تنفيذه، كما هو معمول به في مختلف دول العالم"، لافتا الى "انه علينا ان نقيم معاهدة بين الانسان والشجرة، كما بين الانسان والعصفور لأننا نقوم بالاعتداء عليهم،" ومؤكدا على "الحاجة الى رادع في كل ما نوصي به، ووجوب ايجاد قانون، اضافة الى تطبيق اعطاء رخص الصيد التي لا تتناول السماح بالصيد فحسب، بل ارفاقها بدليلٍ بانواع الطيور والحيوانات المسموح اصطيادها."

وكشف رئيس الجمهورية انه توقف عن الصيد في العام 1975، حين كان يصطاد في احدى التلال في الجنوب، وراح يستمع الى اخبار القنص الجارية في العاصمة، حيث الانسان يقتل اخاه الانسان، "فتساءلت: لماذا اقوم انا بقتل الطير؟ فالمجرم هو الانسان الذي يقتل اخاه الانسان. واطلعت على نماذج الحيوانات البرية، فوجدت ان لها حضارة، ولا احد منها يقتل الأخر الا في حالة الجوع. ليس هناك الّا الانسان الذي يقتل مجانا، فيكّدس ما اصطاده من دون سبب."

وشدد الرئيس عون على "انه من الحرام ان نجعل من لبنان ارضا صحراوية ليس فيها لا نبات ولا اشجار ولا طيور ولا حيوانات بحرية"، مشددا على ان قطع الاحراج واقامة ابنية مكانها هو بمثابة جريمة كبرى، داعيا الى انشاء محميات واعادة التشجير.

كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال لقاء اعلامي عقده قبل ظهر اليوم في حديقة الرؤساء في القصر الجمهوري، حيث اطلق حملة التوعية من اجل حماية الطيور المهاجرة التي تعبر سماء لبنان، في حضور كريمته السيدة كلودين عون روكز التي تعنى بشؤون البيئة. 

 كلام الرئيس عون
 وقال رئيس الجمهورية: "اود اليوم ان اتكلم على موضوع يتعلق بالبيئة وتحديدا بالطيور المهاجرة، التي يصادف مرورها في سماء لبنان في هذا الموسم من السنة. هذه الطيور تعشش في اوروبا وتجتاز كامل هذه القارة مرورا بآسيا، وتلتف باتجاه صحراء سيناء والبحر الاحمر، ومن ثم تصل حتى جنوب افريقيا، في رحلة طولها نحو 11000 كلم، ومن ثم تعود في مثل هذه الاي��م، باتجاه اوروبا، وهكذا دواليك عاما بعد عام. الّا ان هذه الطيور تتعرّض للصيد على الرغم انها ليست من انواع الطرائد التي تؤكل، وهي محمية دوليا. ولبنان سبق له ان وقّع على "الاتفاقية الدولية الخاصة بالمحافظة على الطيور المعرّضة الى الانقراض في العالم"، وذلك في العام 1992. كذلك، فان لدينا قانونا يمنع الصيد طوال العام. وعلى الرغم من ذلك يقوم الصيادون بالصيد طوال العام، وكأننا في آن واحد قد ارضينا القوانين الدولية من جهة والصيادين من جهة ثانية. هذا الامر ليس مقبولا، فهناك طيور من المحرّم صيدها، والبشرية بأسرها تعمل على حمايتها. انطلاقا من هنا، من الواجب تعيين موسم للصيد يبدأ في ايلول وينتهي في آخر كانون الثاني، على ان تكون الدولة صارمة في تنفيذه، كما هو معمول به في مختلف دول العالم."

 اضاف الرئيس عون: "ان هذه الطيور المهاجرة تحمل خلخالا ولدى كل منها رقما معينا، وعندما تُفقد، يكون بالامكان معرفة اين تم فقدها، حيث انشئت مراكز لمراقبتها على امتداد مسارها، احداها في سيناء. وقد تبيّن انه على مسافة 200 كلم يغطيها لبنان، يُفقد العدد الاكبر من هذه الطيور، التي لا تُفقد في مكان آخر. من هنا اني آمل على كل احد ان يقوم بحملة لحماية هذه الطيور، لأن الامر يرتدي طابعا ثقافيا ووطنيا. فالله خلق لنا الطبيعة، جاعلا منها عالما حيا متنوعا، ومتوازناً بأبعاد ثلاثة : انسانية، حيوانية، ونباتية . فاذا ما فقد الانسان احدى هذه الابعاد سيصل الى فقدان ذاته، ويصبح هو تاليا برسم الانقراض. من هنا نحن نريد ان نحافظ على هذه الابعاد الثلاث في وطننا، تماما كما نريد المحافظة على الطيور المهاجرة التي هي ثروة عالمية لا يملكها احد، إذ هي ملك الجميع."

 وكشف الرئيس عون انه تلقى رسالة بهذا الخصوص من مركز الابحاث الكندية ومن مركز المراقبة في سيناء تحمل عنوان: "من الطيور المهاجرة الى فخامة الرئيس"، وهي رسالة مؤثرة. "من هنا اتوجه الى الشعب اللبناني للمحافظة على هذا البعد الحضاري، فيعرف ان الطير هو ضرورة. وآمل الّا نرى بعد اليوم طيورا مثل البجع والهدهد والورور والسفري والحجل والدوري وغيرها يتم اصطيادها في لبنان."
 وردا على سؤال حول كيفية تنظيم موسم الصيد في لبنان، حيث ان معظم الصيادين ينتمون الى اسلاك امنية ولا يطبّق عليهم القانون، اجاب: "علينا نحن ان نطبّق القانون، وما من احد فوق القانون، وعلى كل من يقوم بالصيد خارج موسمه ان يتم توقيفه."

 وقال: "علينا ان نقيم معاهدة بين الانسان والشجرة، كما بين الانسان والعصفور لأننا نقوم بالاعتداء عليهم."

 وردا على سؤال آخر، قال رئيس الجمهورية: "ليس هناك من جرد في لبنان لا طريق له، من هنا يجب حماية اصطياد هذه الطيور اينما كان."

وسئل الرئيس عون عن السبب الذي دفعه الى التوقف عن الصيد، فاجاب: "لقد توقفت عن الصيد في العام 1975، وكنت اصطاد حينها على احدى التلال في الجنوب، ورحت استمع الى اخبار القنص الجارية في العاصمة، حيث الانسان يقتل اخاه الانسان، فتساءلت: لماذا اقوم انا بقتل الطير؟ فالمجرم هو الانسان الذي يقتل اخاه الانسان. واطلعت على نماذج الحيوانات البرية، فوجدت ان لها حضارة، ولا احد منها يقتل الأخر الا في حالة الجوع. ليس هناك الّا الانسان الذي يقتل مجانا، فيكّدس ما اصطاده من دون سبب، ثم يرميه بعد ان يلتقط الصوّر مع ما اصطاده."

 وردا على سؤال حول المجزرة التي حصلت بحق طيور النورس، اجاب: "ان عناصر من الدولة هم الذين امروا بها. وهذا دليل نقص في الثقافة. فلتطبيق القانون هناك شق تربوي-ثقافي وآخر قانوني. من هنا الحاجة الى رادع في كل ما نوصي به، ووجوب ايجاد قانون، اضافة الى تطبيق اعطاء رخص الصيد التي لا تتناول السماح بالصيد فحسب، بل ارفاقها بدليلٍ بانواع الطيور والحيوانات المسموح اصطيادها. واليوم هناك مشروع قانون يتعلق بهذا الامر لدى مجلس النواب، نأمل ان تتم دراسته واقراره."

 واكد الرئيس عون ان من الواجب ان يصدر قريبا قانون للصيد يحدد موسم الصيد يتضمن عقوبات رادعة، معتبرا ان على الاعلام ان يساعد في هذا الاتجاه، خصوصا من اجل المحافظة على التنوع البيئي في لبنان.
 واشار الرئيس عون الى "انه من الحرام ان نجعل من لبنان ارضا صحراوية ليس فيها لا نبات ولا اشجار ولا طيور ولا حيوانات بحرية"، مشددا على "ان قطع الاحراج واقامة ابنية مكانها هو بمثابة جريمة كبرى، وإن كنا ليس باستطاعتنا ان نمنع المواطنين من البناء، فعلينا ان ننشىء محميات واعادة التشجير."

 وختم مكررا التشديد على ان المطلوب هو اقرار القانون لحماية الطيور، وكذلك التوعية الاعلامية والتربوية، "فبذلك يعلّم الابناء ذويهم المحافظة على البيئة اللبنانية."