Skip Ribbon Commands Skip to main content
Sign In
الخميس,25 نيسان, 2024
رئيس الجمهورية يلتقي البطريرك يوحنا العاشر يازجي ومطارنة الطائفة في دارة الوزير بو صعب
رئيس الجمهورية يلتقي البطريرك يوحنا العاشر يازجي ومطارنة الطائفة في دارة الوزير بو صعب
30/09/2017

 البطريرك يازجي: نعوّل على رئيس الجمهورية في دفع كل خطر
يمكن أن يتعرض له الجميع ليس فقط في لبنان بل على مدى المشرق

بو صعب: مواقفُ الرئيس عون تمثل جميعَ اللبنانيين دون إستثناء

أعلن بطريرك انطاكي�� وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي أن الجميع يعوّل كثيراً على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في دفع كل خطر يمكن أن يتعرض له ليس فقط في لبنان بل على مدى المشرق، منوّهاً بمواقف الرئيس عون خلال وجوده في نيويورك و"زيارة الدولة" التي قام بها الى فرنسا. وقال:" إن عملنا المشترك يلاقي ما شددّتم عليه يا فخامة الرئيس في باريس بأن رسالتنا أن نحافظ على الحضور المسيحي مهما بلغ الثمن، ويجعلنا أن نكون على قدر الضرورة التاريخية الواجبة."

كلام البطريرك يازجي جاء خلال لقائه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في دارة الوزير السابق الياس بو صعب في الرابية لمناسبة انعقاد المجمع الإنطاكي المقدس برئاسة البطريرك يوحنا يازجي في دير مار الياس شويا في ضهور الشوير، وذلك للمرةِ الأولى منذ العام 2006، في حضور مطارنة الطائفة في لبنان والعالم، حيث تمّ التداول بالاوضاع العامة في ضوء التطورات الاخيرة واوضاع المسيحيين في دول المشرق العربي. كما تتطرق البحث الى الوضع الداخلي ومسائل تهمّ الطائفة الارثوذكسية.
وبعد اللقاء اقام الوزير بو صعب غداء على شرف الرئيس عون والبطريرك يازجي والاساقفة، حضره نائب رئيس مجلس النواب النائب فريد مكاري، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني، وعدد من وزراء ونواب حاليين وسابقين وشخصيات نقابية وسياسية واقتصادية ارثوذكسية.
الوزير السابق بو صعب
وفي مستهل حفل الغداء القى الوزير بو صعب الكلمة التالية:
"فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، 
غبطة البطريرك يوحنا يازجي، 
أصحاب السيادة والدولة والمعالي والسعادة، 
أيها الأصدقاء، 
فخامة الرئيس يشرفُنا حضورُك اليوم بيننا في هذه الجمعة والتي اردناها بمناسبة إنعقاد المجمع الإنطاكي المقدس برئاسة غبطة البطريرك يوحنا يازجي في دير مار الياس شويا في ضهور الشوير، وذلك للمرةِ الأولى منذ العام 2006.
 
إن حضورَ السادةِ المطارنة من ابرشيات بيروت، جبل لبنان، صور وصيدا، زحلة وبعلبك، طرابلس والكورة، عكار، وأيضاً من  حوران وجبل العرب ، ومن حمص و حلب واللاذقية، بغداد والكويت مروراً بفرنسا وألمانيا وبريطانيا وصولاً الى نيويورك ثم البرازيل والأرجنتين وتشيلي، ما هو إلا دلالةٌ على عظمةِ ووحدةِ الكنيسةِ الأورثوذكسية الأنطاكية. 

لذلك، نتمنى لكم يا غبطةَ البطريرك التوفيق في هذا المجمع المقدس لتتخذوا مع السادة المطارنة القرارات الصائبة التي تعود بالخير والفائدة والتقدم الدائم لكنيستِنا الأورثوذكسية ومجتمعِنا المشرقي، وأن تكونَ هذه القرارات جريئة لتؤدي الى إزدهار جميعِ ابرشياتِنا وتطويرِها.
هنا لابد من شهادةِ حق  لفخامةِ رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، الرئيس الإستثنائي المشرقي الذي لطالما حمل قضيةَ الوجود الميسحي المشرقي ودافع عنها خلال مسيرتِه الطويلة. وكي لا أطيلَ عليكم بالكلام، ولأن الوقت لا يسمح بسرد جميعِ مواقف فخامتِه، سأكتفي  بالتذكير بمواقفِه الوطنية من على منبرِ الأمم المتحدة،  وخلال زيارتِه التاريخية والإستثنائية لفرنسا التي شعرنا من خلالها بالمعنى الحقيقي للسيادةِ والحريةِ والإستقلال. فبتسلُحِه بالحق اطلق مواقفَه الوطنية والجريئة، فكانت مواقفُ تمثل جميعَ اللبنانيين دون إستثناء، وخلال إجتماعاتِه مع رؤساء الدول والمنظمات الدولية لم يغب عن بالِه المطالبة بكشف مصير المطرانين المخطوفين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي  كما اكد في إجتماعاته على ضرورة الحفاظ على مسيحيي المشرق في ارضِهم فكانت لمطالبِه أصداءُ إيجابية لدى قادةِ الدول والمؤسسات الدولية. 
واخيراً طالب فخامتُه ان يكون لبنان مركزاً أمميّا لحوار الحضارات إيماناً منه برسالة لبنان المتجسدة بأهميةِ الحوار بين الأديان والعيش المشترك. 
واختم يا فخامة الرئيس بالقول إن الاورثوذكسيين في لبنان، في هذه الدولة اللبنانية القائمة على المحاصصات الطائفية والمذهبية، والى ان نتوصل يوماً الى حلمِنا ببناء دولةٍ مدنيةٍ علمانية، كلُهم ثقة بأن فخامتَك هو الضامنُ لحقوقِهم ومواقعِهم في الدولة تماماً كما عهدناك عادلا ومحافظاً على جميع الطوائف مسيحيةً كانت أو إسلامية."
 
كلمة البطريرك يازجي
وردّ البطريرك يازجي بالكلمة التالية:" الشكر لفخامة الرئيس ولصاحب هذه الدار الوزير الصديق الياس بو صعب على هذا اللقاء العائلي الطيب، الذي يجمع اشخاصاً يهمهم هذا البلد الغالي لبنان، وهذا المشرق، والانسان الذي يعيش على هذه الارض المباركة والمقدسة بدماء الاجداد والاباء الذين ماتوا لنبقى وليبقى المسيح حاضراً في هذه الارض.
لذلك وبعد تهنئتكم يا فخامة الرئيس بزيارتكم الاخيرة الى اميركا وزيارتكم الملكية الى فرنسا، نود أن نؤكد لفخامتكم اننا نعمل ليل نهار من اجل تثبيت ابنائنا في ارضهم ومن اجل تأمين فرص العيش الكريم والتقدم لهم، فلا يبقى أعلى طموحهم أن يهجروا هذه الارض من اجل غد افضل. ولذلك نحن نعول كثيراً عليكم وعلى عهدكم لإنصاف هؤلاء في الوظائف العامة وعدم تهميشهم، وقد أخذ بعض أبنائنا يتأفف من غبن طالهم وطال الارثوذوكس في التعيينات الاخيرة، ونحن على يقين تام بأنكم ستصححون ما اختل. كذلك نحن نصلي لكي يعضدكم الله في محاربتكم للفساد المستشري وفي استئصال ديكتاتورية المحسوبيات التي تقصي الطاقات غير المحسوبة على أحد عن المناصب الاساسية فلا تجد هذه من وسيلة غير الالتجاء الى كنائسها لاسماع صوتها.

يطيب لي كبطريرك، أن أعبر عن فخري واعتزازي بكافة ابنائنا الارثوذوكس، ويسرني ان اجدد فخري بهم وبدورهم الوطني لبنانيًا ومشرقياً وعالمياً في هذه المناسبة التي تجمع هذه الوجوه الطيبة، منهم ومن كل الاطياف. انتم غنى لنا وللبنان وللشرق الجريح الذي ينتظر شفاء من نار الارهاب ويتوق الى الفكر النيّر الذي لطالما سعى الارثوذكس وغيرهم لترسيخه منذ مطلع القرن الماضي، زمن بروز القوميات والدول. وتعلمون يا فخامة الرئيس أن حضورنا ككنيسة أنطاكية ارثوذكسية يمتد في هذا المشرق الى تركيا والعراق والجزيرة العربية بالاضافة الى ثقلنا الاساسي في لبنان وسوريا وفي بلاد الانتشار.

لذلك في زمن التحولات والتغييرات والاستفتاءات على الاستقلالات العرقية نخشى من لعبة كبار هذا العالم على اوطاننا ونلتزم العمل على وحدة هذه الاوطان وعلى وحدة ابنائنا ونحن نعمل من اجل تفعيل التعاون بين جميع المسيحيين في هذا المشرق لأننا شركاء في الوجع والدم والمصير.
ونعمل جاهدين ضمن كنيستنا الارثوذكسية لاتخاذ مبادرات تجعل ابناءنا في هذه الدول يشعرون بحاجتهم لبعضهم البعض ويرفضون التشرنق والانكفاء. لأن التشرنق والانكفاء يقودان الى الانقسام والانهزام. نحن مدعوون اليوم أن نقف في وجه كل انواع الهيمنة والغزو .
والهيمنة والسيطرة الخارجية لا تترجم في كثير من الاحيان بمجرد الاكتساح العسكري والسيطرة الميدانية، بل تتخذ شكل الغزو الثقافي والفكري والاجتماعي والسياسي والاقتصادي وغيره وبث افكار التفرقة والعنصرية وتقوية النزعة الفئوية والقومية على حساب الانتماء الوطني والمواطنة.
إن تفكيك المجتمعات وفصم عرى ترابطها يكون بتفكيك مكوناتها واطيافها وطوائفها. ولا يخفى عليكم اننا من هذه الزاوية وكطائفة ارثوذكسية مشرقية مستهدفون كما غيرنا. وكل ما قيل ها هنا من شأنه أن يؤدي الى تفجر المجتمعات من داخلها وتشظّيها كيانات وكانتونات متناحرة. ونحن مدعوون الى ان نقف صفاً واحداً في مواجهة كل هذا. وفي هذا السياق، ومن ناحية ثانية يطيب لي أن نشدد أننا في زمن يدعونا الى ان نشق عنان السماء بكلمة وحدتنا ككنيسة انطاكية ارثوذكسية من جهة، وتآخينا مع كل الاطياف من جهة أخرى. نحن في زمن الاحرى بنا فيه أن ننظر الى الوحدة لا الى التفرّق. وحدة لبنان خط أحمر بالنسبة لنا ووحدة سوريا خط أحمر بالنسبة لنا، ووحدة الكنيسة الانطاكية الارثوذكسية بكامل ابرشياتها وبكل قلوب ابنائها هي أيضاً قدس اقداس فكرنا وممارستنا.
فخامة الرئيس،
لقد ألقى اخوتي المطارنة بانتخابهم لي بطريركاً مسؤولية الحفاظ على الحضور الارثوذكسي الواحد والفاعل في انطاكيا . هذا التكليف هو الاعز على قلبي في هذا الزمن الصعب. لذلك فأنا أعمل مع اخوتي المطارنة على ترسيخ ابنائنا في ارضهم، وفي مساعدتهم على البقاء الفاعل فيها.عملنا المشترك هذا يلاقي ما شدّتم عليه في باريس بأن رسالتنا ان نحافظ على الحضور المسيحي مهما بلغ الثمن، ويجعلنا نكون على قدر الضرورة التاريخية الواجبة ويساهم في تلافي ما حذّر منه الرئيس الفرنسي عندما شدد على عدم السماح لأي مشروع سياسي بأن يمحو جذور التاريخ والايمان.
يا فخامة الرئيس،
نحن نعوّل عليكم كثيراً في دفع كل خطر يمكن ان يتعرض له المسيحيون ليس فقط في لبنان بل على مدى الشرق، وفي انصاف الارثوذكس الذين بذلوا ويبذلون الكثير من اجل لبنان والشرق. ومن هنا، الفت انظار الجميع الى قضية المخطوفين وعلى رأسهم أخوانّا مطرانا حلب يوحنا ابراهيم وبولس يازجي، المخطوفين منذ أكثر من اربع سنوات.
وأخيراً أيها العزيز والصديق الياس مع العزيزة جوليا، لكما منّا مع عائلتكما الكريمة أحرّ الادعية بحفظكم ونجاحكم وتوفيقكم الدائم وعلى كافة الاصعدة الاجتماعية منها والسياسية والفنية مع تعبيري عن فرحي في هذا اللقاء الاخوي والعائلي في دارتكم الكريمة وعربون محبة وتقدير اقدم لكم ايقونة مار الياس الحي ليحميكم ويأخذ بيمينكم الى كل خير وصلاح.
عشتم فخامة الرئيس وعاش لبنان."
وفي نهاية حفل الغداء التقطت صورة تذكارية للرئيس عون والبطريرك يازجي وبو صعب والمطارنة.