
الولاية الرئاسية من 21/9/1943 لغاية 18/9/1952 اول رئيس لبناني بعد الاستقلال
معلومات شخصية :
الاسم : الشيخ بشارة خليل الخوري
تاريخ ومحل الولادة : (10/8/1890 – 11/1/1964)، بيروت (وهو من رشميا قضاء عاليه)
الوضع العائلي : متأهل من السيدة لور شيحا، وأنجب منها: خليل وميشال وأوغيت
مؤهلاته العلمية والثقافية:
• تلقى علومه الاولية في مدرسة بيت الدين، ثم بعبدا، وانهى دروسه في مدرسة الآباء اليسوعيين في بيروت.
• سافر الى باريس سنة 1909 حيث درس الحقوق، ونال الاجازة فيها، وعاد الى لبنان سنة 1912 لممارسة المهنة في مكتب الاستاذ اميل إده.
مسيرته المهنية والسياسية:
• انصرف الى مزاولة مهنة المحاماة في القاهرة بعد ان لجأ الى مصر في العام 1915 مع اندلاع الحرب العالمية الاولى بسبب انتمائه الى جمعية بيروت اللبنانية وتوقيعه مذكرة بطلب استقلال لبنان وتوسيع حدوده.
• عاد الى بيروت في العام 1919 لمزاولة المحاماة والسياسة، و عين في العام 1920 امينا عاما للمجلس الاداري، لكنه سرعان ما قدم استقالته وعاد إلى ممارسة مهنته. وقد أسس مع أصدقاء له حزباً سياسياً سمّي "حزب الترقي".
• في العام 1922 عين رئيساً لمحكمة الاستئناف الحقوقية.
• انتخب نائباً في سنوات 1929 و1934 و1937 في الدورة الثانية.
• شارك في اعمال اللجنة النيابية، فكان عضواً في لجنة الادارة والعدل، ولجنة الأشغال العامة والمعارف.
• في عهد رئاسة شارل دباس 1926 عين وزيراً للداخلية في حكومة الرئيس أوغست أديب.
• عضواً في مجلس الشيوخ سنة 1926 بعد وفاة يوسف نمور.
• عيّن رئيساً للحكومة في الاعوام 1927 و1928 و1929، كما شغل في هذه السنوات مناصب وزارية اخرى وهي: وزيراً للمعارف، ووزيراً للعدل، ووزيراً للداخلية والصحة والاسعاف العام.
• انتخب في العام 1930 نقيبا للمحامين.
• في العام 1932 اسس الكتلة الدستورية التي تحولت الى حزب سياسي العام 1955.
• انتخب رئيساً للجمهورية في 21 أيلول 1943.
• في أواخر عهده، عدل الدستور وجدد له سنة 1948 لولاية ثانية. لكنه لم يكمل المدة الدستورية، فاستقال من الرئاسة في 18 أيلول سنة 1952.
حضرة الرئيس، حضرات النواب المحترمين
عندما رفعتني ثقتكم الغالية إلى سدة الرئاسة الأولى شعرت بعظم التبعات التي ألقيت على عاتقي منذ الآن. وما من شكر أوجهه إلى حضراتكم إلا يضاعفه حرصي على تحقيق ثقة الشعب اللبناني الذي تمثلون. وإنها لثقة سنكون جميعنا جديرين بحملها بإذن الله حين نجرد لخدمة لبنان في هذه الساعة الخطيرة، قوانا ونشاطنا وأخلاصنا جميعاً.
لقد كان لبنان وما يزال نزاعاً إلى الاستقلال حريصاً على الألفة والاتحاد وتحقيق النظام والسلام والتوازن والوئام بين أبنائك وذلك بمساعدة اللبنانيين من دون استثناء أحد منهم وأننا لن نألوا جهداً في البلوغ بوطننا إلى درجة يشعر معها بخطورة الدور الذي يمثله بين الأمم وتصبح أمانيه كلها حقائق ملموسة.
وبديهي أننا لن ننسى أياً من أصدقائنا وتقاليدنا ولكننا نعلم أن الصداقة الحقيقية لتتعارض أبداً وحقنا في الاستقلال، ولا تتعارض كذلك مع إرادة شعب فخور بحريته ذي ماض مليء بالحضارة كالشعب اللبناني الذي لم يكن يوماً من الأيام يقيس كرامته وشرفه بمقياس مساحة وطنه الصغير. فأسأل الله عز وجل أن يعيننا على خدمة هذا الوطن اللبناني المستقل المتمتع بسيادته كاملة غير منقوصة مهما تكن التضحية في سبيل هذه الخدمة كبيرة، هذا الوطن اللبناني الذي نضع حبه فوق كل شيء، والذي يجب أن يظل للبلدان العربية الشقيقة المحيطة به جاراً أميناً وأخاً صادقاً تربطه بها روابط تعاون يسوده الود والاخلاص.
إن الواجبات الملقاة على عاتقنا خطيرة ومتعددة وتطور الحرب هذا التطور الواضح لكل ذي عينين يملي علينا خطة سياسية مناسبة مرسومة لنا بجلاء. ولقد جعلتنا تقلبات هذه الحرب العالمية الشاملة نلمس الدور الخطير الذي لعبته بلادنا الصغيرة والأهمية التي كانت لبلادنا ولا تزال في أعين الدول العظمى.
وأنا لمدينون للحلفاء بجميل لا ينسى فهم الذين جنبوا بلادنا ويلات الحرب وحالوا بينها وبين أن تصبح ساحة قتال يسودها الخراب والدمار وهم الذين يحاربون في سبيل الحقل والعدالة وقوى الروح ويقاتلون القوة الغاشمة قتال الجبابرة حتى أصبحوا من النصر قاب قوسين أو أدنى.
وسيكون بيننا وبين الحلفاء في الغد، كما كان بيننا وبينهم في الأمس تعاون يقودنا شيئاً فشيئاً إلى الاتصال بجميع الهيئات السياسية في العالم إذ ليس من عزلة ممكنة بعد اليوم لدولة من دول الأرض، صغيرة كانت أم كبيرة، فعلى كل أمة حريصة على المحافظة على كيانها أن تخرج من عزلتها وتفهم حقائق الأمور فهما إنسانياً شاملاً. وإننا سنبذل الجهد لفهم هذه الحقائق الحديثة ونحاول أن لا ندع الحوادث تسبقنا بل نسايرها ونماشيها.
وبين الدول الحليفة الكبرى نرى فرنسا اليوم ذات الماضي المجيد والدولة التي تربطنا بها صداقة تقليدية، ملومة، فلها كل عاطفتنا وشعورنا الصادق. وإني لأتوجه إلى اللَّه بتمنيات لبنان أن يأخذ بيدها ليقيلها من عثرتها فتستعيد مجدها العظيم بين دول العالم الظافرة ويظل شعاعها غامراً أنحاء المعمور بفضل جهود قائدها العظيم الجنرال ديغول وكبار معاونيه.
وأحيي بكل اعجاب صلابة الشعب البريطاني العظيم الذي أنقذ العالم حين هددته القوى الغاشمة يوم خيم شبح الانكسار على العالم المتمدن وأحيي رئيسي البلدين الديمقراطيين روزفلت وتشرتشل اللذين أبرما ميثاق الأطلنطيك المشهور ضمانة لكل شعب صغير يتوق إلى حريته واستقلاله.
فإلى فرنسا وبريطانيا العظمى والولايات المتحدة الأميركية وإلى باقي الدول الحليفة أطيب تمنياتنا بنصر رائع قريب.
حضرات النواب
إن لبنان لفخور بأنه كان على كرة العصور معقلاً من معاقل الحريات الأساسية والثقافة الخالصة ولكل لبناني أن يعتز اليوم بأنه يتم هذه السلسلة المجيدة وبأن أبناء لبنان الضاربين في أنحاء المعمور يمثلون خير تمثيل. فإلى جميع اللبنانيين الغائبين، إلى مهاجرينا الأعزاء أوجه باسم الأمة اللبنانية تحية لبنان وعاطفة تعلقه الدائم الذي لا تنفصم عراه.
وقبل أن أختم كلمتي هذه أنتهز فرصة حضور فخامة الرئيس بترو طراد هذه الجلسة لأوجه إليه تحية خالصة تنم عن عاطفة صادقة وتقدير كبير.
إنني بهذه العاطفة أجدد أمامكم العهد على خدمة لبنان بتجرد وعدالة تأمين وتفان لرفاهية وعظمة وطن في سبيله نحيا ونموت.
23 أيلول سنة 1943
الدور التشريعي الخامس- العقد الاستثنائي الأول
الجلسة الثانية المنعقدة في الساعة العاشرة من صباح يوم الخميس الواقع في23 أيلول سنة 1943 افتتاح الجلسة:
الرئيس: فتحت الجلسة،
- عملاً بالمادة 50 من الدستور، فإن فخامة الرئيس قد شرف ليحلف أمام المجلس يمين الاخلاص للأمة وللدستور.
فتلا الكاتب المادة 50 من الدستور ثم دخل فخامة الشيخ بشارة الخوري رئيس الجمهورية فاستقبله النواب وقوفاً وحلف اليمين.
رئيس الجمهورية: «أحلف بالله العظيم اني احترم دستور الأمة اللبنانية وقوانينها واحفظ استقلال الوطن اللبناني وسلامة أراضيه».