لمناسبة اسبوع الاصم العالمي، ولأن الاضاءة على قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة ومصالحهم تشكل دافعاً معنوياً لهم وتساهم في نشر الوعي ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع، استقبلت اللبنانية الاولى ناديا الشامي عون قبل ظهر اليوم في القصر الجمهوري في بعبدا وفداً يمثّل عشر جمعيات لبنانية تعنى بالاشخاص الصم، ضم حوالي 100 طالب أصم الى اداريين ومدربين، وذلك في زيارة شكر على العناية التي توليها السيدة عون لهذه الفئة من المواطنين وحرصها على اشراكهم في النشاطات الهادفة التي اقيمت بتوجيهاتها في القصر الجمهوري وساهمت في تسليط الضوء على قدراتهم وارادتهم الصلبة في تحدي الصعوبات من جهة، وعرض المشاكل والعراقيل التي تقف في وجه تقدمهم من جهة ثانية.

وقد ضم الوفد كلاً من مؤسسة الاب اندويخ للصم FAID ، مركز المنى للصم والتنمية الفكرية، L ‘ECOUTE ، اصدقاء عند الحاجة للصم، المدرسة اللبنانية للضرير والاصم-بعبدا، مركز التعلم للصم Lcd ، جمعية رعاية اليتيم-بعبدا، مؤسسة الاب روبرتس للأحداث الصم، جمعية التدريب على السمع والنطق IRAP ومؤسسة البيان للاعاقة السمعية.
في بداية اللقاء، تحدثت السيدة باسكال حاماتي خيرالله، باسم الوفد فشكرت اللبنانية الاولى على استقبالها لهم وقالت:" نتوجه اليكم بشكل كبير وانتم شرعتـــم أبـــواب هـــذا الصــــرح الكريــــم  أمــــام كـــل مــن طلـــب مساعدتكـم ودعمكم. جئنــــا اليكـــم لنطلــــق صرخــــة مــن هــــذا المنبـــــر ، ونعلـــم أننــــا سنلقــــى منكـــم كـــل الدعـــم لأنكــــم مــا كفئتـــم، منـــــذ  تولـــــي فخامــة الرئيـــس العمــــاد ميشـــال عــــــون ســــدة الرئاســـــة وحــتى الأن، تهتمـــــون بـــــذوي الاحتياجــات الخاصــة، وتسعـون دائمــا الـــى دعـــم مــن يعنــــون بهــــم حتــى تكـــون هـــذه العنايــــة أفضــل مـــا يكــــون. صرختنــا سيدتــــي الكريمـــة ، هــــي صرخـــة توعيـــة للمجتمـــع اللبنانـــي مــن شأنهـــا تذليــــل الكثــير مــن الصعوبـــات فــــــي حيـــــاة الأصــــم ".

وشددت خير الله على" أهميــــة الكشـف المبكـــر والفحــص الالزامــي لـــدى الـــولادة، مــــا يسمــــح باكتشاف مبدئــي لضعــف السمــع يتابــع بفحــوص متطــورة أكثــر اذا استدعــت الحالــة ذلــك على أن يتابــع بمرافقـــة متخصصـــة للأهــل مــن فريــق عمــل يضــــع لــه خارطـــة طريـــق ، يعطيــــه كــل الارشــادات والدعــــم الـلازم لتقبـــل المشكلــــة واحتضـــان الطفـــل كمــا يجــب وتقديـــم كــل مــــا يلــزم  لـــه وبذلــك نكـــون قـــد حافظنـــا علــــى قـــوة وتضامـــن الأســرة أمــام  هـــذا الوضــــع الجديــد وتداركنــا استقــرار الطفــل العاطفـــي والعلائقـــي مـــا يضمــن تقدمـــة الفكـــري والنفســـي. ومــع هـــذا الفريــق المتخصص تبـــدأ الرحلـــة ، وأســـاس هـــذه الرحلـــة ايجـــاد  الوسيلـــة الملائمــة  لنسبـــة سمــــع لكــل طفـــل وذلــــك مــن خـــلال الاجهـــزة السمعيــة المتطــورة المتاحـــة فـــي أيامنــــا أو عمليـــة زراعـــة القوقعــــة اذا كانــت الحالــــة تستوجـــب ذلـــك طبيــــا وأيـا كـان الخيـار سماعــات أم عمليــة زراعـة قوقعــة ، يجـب أن تتــم فـي الأشهـر  الأولــى مـن الـولادة  كمــا هــي الحــال عالميــا لضمــان النتيجــة المثـــلى ولتفــادي تفاقــم المشكلــة. "

وتابعت:" يستكمـــل العمــل بالتأهيــــل مــن خـــلال التدريــب علــى السمـــع والنطــق وهـــذه مرحلـــة أساسيــــة جــــدا ، تحتـــاج لمسيـــرة مــن التدريــب والمتابعــة مـــع اخصائيــين فـــي النطـــق يعملــون علـــى بنـــاء قــــدرة التعبيـــر والمخـــزون اللغـــوي والفكـــري لــدى الطفـل  ليكــون الأســاس لتقـــدمـه العلمـــي والعملــــي طــوال حياتـــه
وأكدت على أن: "فــي المؤسســات المتخصصـة يتلقــى الطفــل الأصــم العنايـة علـى جميــع الأصعــدة ، الدراسيــة طبعــا ولكــن أيضــا الاجتماعيــة ، النفسيــة والسمعيــة "
وعرضت خير الله لقضايا وحقوق الاحتياجات الخاصة مثــل تفعيــل القانــون 220 لــذوي الاحتياجـات الخاصــة وتأمــين فــرص عمــل، وتأمــين حقــوق الأصــم الاجتماعيــة، وزيــادة التعرفــة للطالــب من اجل تقديــم أفضــل نوعيــة خدمــات.

وختمت:" لــن نرضى بعـــــد الآن ، أن ينعــت الأصــم بالابكــم بسبــب الجهــــل ولا أن يكــون المعتقــد السائــــد أن لا مستقبــل لــه ، لأن بأيدينــــا أن نجعــل مستقبلـــه مشــــرق، بأيدينــا أن نصنــع منــه انسانــا واثقــا مــن نفســه ، يواجــه الصعوبـات ولا يهابهــا، أنسانــا لا يختلــف عــن غيـــره الا أنــه يضـع سماعــات  مــن هنــا سيدتــي سنقــول للجميــع: بالعجلــة مــا فــي ندامـــة "عجلـــــــــوا فحصــــــوا، عجلـــــــــوا عالجـــــــــوا، عجلــــــوا تابعــــــــوا، عجلـــــــــــوا علمـــــــــــوا".

ثم تداور الطلاب على  الكلام، فألقى طالب من كل جمعية في الوفد كلمة تحدث فيها عن حالته، وتم التشديد على اهمية الكشف المبكر، وايلاء العناية اللازمة منذ الصغر لذوي الاحتياجات الخاصة ومتابعة حالاتهم عبر جلسات تدريب تمكنهم من التزود بالقدرة والامل لعيش حياة كريمة وبشكل طبيعي، والاندماج في المجتمع ومساعدتهم على استكمال تحصيلهم العلمي المدرسي والجامعي، على ان تؤمن لهم في النهاية فرص عمل.

جولة في القصر
وبعد أن حيّت اللبنانية الاولى الطلاب رافقتهم في جولة في القصر الجمهوري فزاروا قاعتي الاعلام ومجلس الوزراء حيث انشدوا النشيد الوطني ملوحين بالاعلام اللبنانية، وعبّروا عن فرحتهم وشكرهم للسيدة عون على اتاحتها الفرصة لهم لزيارة قصر بعبدا والاهتمام بقضيتهم.