Skip Ribbon Commands Skip to main content
Sign In
الجمعة,26 نيسان, 2024
رئيس الجمهورية واللبنانية الاولى حضرا قداس عيد سيدة البشارة في دير سيدة اللويزة
رئيس الجمهورية واللبنانية الاولى حضرا قداس عيد سيدة البشارة في دير سيدة اللويزة
25/03/2017

رئيس الجمهورية واللبنانية الاولى حضرا قداس عيد "سيدة البشارة" في دير "سيدة اللويزة"
الرئيس عون : "نحن بحاجة الى خطة اقتصادية هادفة الى تنشيط الاقتصاد اكثر مما نحن بحاجة الى حسابات مالية حول فرض ضرائب او حجم القروض"
الاباتي طربيه: "للعذراء دورٌ كبير في تغيير مجرى الأحداثِ مِنَ الحرب إلى السلم، مِنَ الظُلم إلى العَدْل، مِنَ الفَساد إلى الشفافيّة والارتداد."
الأباتي طربيه لرئيس الجمهورية : "نرجو منكم أن تَبقَوا على ما أنتم ع��يه من صلابةٍ لأجلِ الْحَقّ، وشفافِيَّةٍ وحكمةٍ وحِوار"
----------------------------------------------------------
اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "اننا نجحنا في الحفاظ على الاستقرار، ولا زلنا محافظين عليه وكذلك بالنسبة الى الامن، الآن سنعمل لكي نعود تدريجا الى حياة طبيعية والى اعادة بناء الاقتصاد"، معتبرا "اننا بحاجة اليوم الى خطة اقتصادية هادفة الى تنشيط الاقتصاد اكثر مما نحن بحاجة الى القيام بحسابات مالية حول مدى فرض ضرائب او حجم القروض من الخارج."
وشدد الرئيس عون على انه، وبالرغم من كافة الازمات المتراكمة، فإننا "لن نوقف التنمية وسنتجه صوب موارد ذات طابع خارجي مثل قروض طويلة الامد كي نواصل تطبيق خطتنا لانعاش الاقتصاد وليس لأي هدف آخر، وسنستخدم كافة الصلاحيات الدستورية للعمل كي لا يبقى لبنان مثلما تسلمناه."
وكشف رئيس الجمهورية انه، استنادا الى ثقة الناس به وتأييدهم له، فقد يخاطبهم قريبا ليضعهم في حقيقة الواقع الذي نعيش. 
كلام رئيس الجمهورية جاء بعد رعايته وحضوره احتفال عيد البشارة، الذي احتفلت به ظهر اليوم الرهبانية المارونية المريمية في دير سيدة اللويزة، الدير الام للرهبانية في زوق مصبح.           
واشار الرئيس العام للرهبانية الأبّاتي بطرس طربيه في العظة التي القاها خلال القداس الاحتفالي الذي اقيم للمناسبة الى ان هذا العيد "إلى جانِبِ كونه عيدًا كَنَسيًّا، قد أضحى مناسَبةً وَطنيّةً جليلة، يَجتمِعُ فيها جَميعُ المواطنين، مع اختلافِ أديانِهِم، تحتَ لِواءِ مريَم، أُمِّ يَسوع، سيّدةِ البشارة، الّتي غيّرَتْ وَجْهَ الكون."
وكان رئيس الجمهورية واللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون وصلا الى دير "سيدة اللويزة"، الحادية عشرة قبل الظهر، حيث كان في استقبالهما عند المدخل الخارجي للكنيسة الاباتي طربيه ومجلس المدبرين في الرهبانية الذين رافقوا الرئيس عون وقرينته الى مدخل الكنيسة ودخلوا وسط التراتيل وتصفيق الحضور والزغاريد التي علت ترحيبا بهما.
وترأس القداس الاحتفالي الاباتي طربيه وعاونه مجلس المدبرين والاب يوسف ابي عون رئيس الدير، والاباء في الرهبانية وامين سر السفارة البابوية في لبنان المونسنيور ايفان سانتوس، وخدمته جوقة جامعة "سيدة اللويزة" بادارة الاب خليل رحمة، في حضور الوزير بيار رفول، والنواب فريد الياس الخازن، نعمة الله ابي نصر، يوسف خليل وجيلبيرت زوين، والوزراء السابقين زياد بارود، مروان شربل، سليم الصايغ والياس بوصعب، والنائبين السابقين: منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن، وكبار موظفي الدولة من مدنيين وعسكريين، ورؤساء البلديات والمخاتير في كسروان – الفتوح، اضافة الى حشد من المؤمنين ورجال الدين.
الاب ابي عون
في مستهل الاحتفال القى الاب ابي عون كلمة، رحّب فيها بالرئيس عون واللبنانية الاولى، وقال: "فخامة الرئيس، منذ ست وعشرين سنة ونيف، وبعد بضعة اسابيع على إقصائكم القسري عن لبنان الى فرنسا، قمت بزيارتكم في مرسيليا مع اصدقاء من الشبان اللبنانيين، كنت حينها كاهنا تلميذاً في مدينة فرنسية، واحتفلت، معكم ومع عائلتكم الكريمة والحضور بالقداس الإلهي. كان ممزوجًا بألم الغربة عن الوطن ورجاء العودة ولو بعد زمن.
فخامة الرئيس العماد ميشال عون، تحقق حلم المنتظرين.
اليوم، وبصفتي رئيساً لدير سيدة اللويزة، وفي عيد بشارة امّنا العذراء مريم، العيد الوطني الجامع لكل اللبنانيين، إذ انتم في وطن، والوطن في ذاتكم، اقف، وبفخر واعتزاز على هذا المذبح المبارك، لأرحب بكم، رئيسا للبلاد وقائداً وأبًا وصديقًا للجميع، وبكل الذين حضروا لاستقبالكم ومصافحتكم في رحاب هذا الدير العريق في التاريخ والفكر وعبق البخور.
 فباسمي الشخصي، وباسم جمهور دير سيدة اللويزة، الدير الام لرهبانيتنا اقول لفخامتكم: أهلا وسهلاً بكم، وبالسيدة الاولى، وبصحبكم وبكل الحضور الكريم. ولعلّ زيارتكم اليوم تصبح تقليداً سنوياً وموعداً ثابتاً تشرّع فيه ابواب ديرنا لفخامة رئيس البلاد."
عظة الأباتي طربيه
وبعد الانجيل المقدس، القى الاباتي طربيه عظة قال فيها:
"السلام عليك ما مملوءَةً نعمةً، الربّ معك!" (لو 1/28)
فخامة رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة العماد ميشال عون الوافر الاحترام والتقدير.
العيدُ عندَنا عيدان! عيدُ البشارة الّذي يشكّل منعَطَفًا لتاريخ البشريّة لأجل التَجسُّدِ الإلهيّ، وعيدُ حضورِكُم معنا، يا فخامةَ الرئيس، مع السيّدة الأولى وعائلتِكم الكريمة والوفدِ الْمُرافق وجميعِ الرَسْمِيّين الحاضرين والمؤمنين الْمُحِبّين للربّ. إنّ عيدَ بِشارَةِ العذراءِ مريَم، إلى جانِبِ كونه عيدًا كَنَسيًّا، قد أضحى مناسَبةً وَطنيّةً جليلة، يَجتمِعُ فيها جَميعُ المواطنين، مع اختلافِ أديانِهِم، تحتَ لِواءِ مريَم، أُمِّ يَسوع، سيّدةِ البشارة، الّتي غيّرَتْ وَجْهَ الكون بِسبَبِ طاعَةِ الْحُبِّ لابنِها الربِّ الْمُخَلِّصِ والفادي. يَمتلِكُنا الرجاءُ أَنَّ هذا العيدَ الوطنيّ سيُثمرُ مَجالاتٍ واسعةً للتلاقي والحوار والسلام، لِيَتَحَرَّرَ لُبنانُ من كَبوَةِ ظَلامِ الاختلاف، ويرى نورَ قَبولِ التَمايُزِ الغَنيِّ، بشفاعَةِ نَجمَةِ الصباح.
نندَهِشُ أمامَ تاريخٍ بشَريٍّ تَزَيَّنَ بِحَبّاتِ الورديّة، تَترافَقُ مع السَلامِ الْمَلائكيّ: "السلام عليك يا مريم، ما ممتلئة نعمة، الربّ معك"، فكان للعذراء دورٌ كبير في تغيير مجرى الأحداثِ مِنَ الحرب إلى السلم، مِنَ الظُلم إلى العَدْل، مِنَ الفَساد إلى الشفافيّة والارتداد... وقَدِ اتَّخَذَها القادةُ المؤمنون، حاملو قضيّةِ الكرامة البشريّة، شفيعةً ومُحامِيَة، فدافعوا عن رعاياهم بِاسْمِها، وكان النَصْرُ حليفَهم لأجلِ إحلال الحقِّ، وعَيشِ الْحُرّيّة.
لَمْ يَكُنْ لبنانُ غريبًا عن هذا الواقِعِ الروحيِّ التاريخِيِّ، فَسِرُّ استمراريّته، على ما فيه من تركيبةٍ تجمع المتناقضات، يَعودُ إلى صلوات مؤمِنينَ أَوفياء، يَترُكونَ حَبّاتِ الْمَسبحَةِ تَنْسَكِبُ بَينَ أنامِلِهم وهُمْ يُرَدِّدونَ السلامَ الملائكيّ، ويستقبلون سلامَ السماءِ في قلوبهم وفي وطنهم. أجل، لبنانُ باقٍ لأنَّهُ مُكرّسٌ إلى قلب مريَمَ الطاهر، ولا بُدَّ أَنْ نَصِلَ إلى تَكاتُفٍ وطنيٍّ، في صُلبِهِ وَحدَةٌ مَسيحيّةٌ ثابِتَة، تتعدّى الْمَحسوبيّات العابِرة، لِتُمَيِّزَ كَرامَةَ المواطنينَ وَالوَطَن مِنَ الْمَصالِحِ الشخصيّةِ الضيّقة. كم نرغَبُ أن يُحَقِّقَ السلامُ الْمَلائِكيُّ لِـيْـنًا في القلوب، ووُضوحًا في الرؤيَة، لِنَكونَ واحدًا في الذَوْدِ عَنْ حُرِّيَّتِنا وحَقِّنا ونعيشَ حياةً كريمةً كمواطنين لَهُم مَكانَتُهُم الأساسيّةُ في نَسيجِ لبنانَ الْمُتعدِّدِ الألوان!
هذا ما يَجعلُنا ندعو معكم، يا فخامةَ الرئيس، جميعَ اللبنانيّين إلى الصلاة لِمريَمَ. إنّها "سلطانةُ الْجِبالِ والبحارِ، ومَليكَةُ لُبنانِنا العزيز"، إنّها "أرزَةُ لبنانَ" الّتي لا تَتَحَطَّمُ أبدًا لأنّها حَصَلَتْ عَلى خلاصٍ أَكيدٍ في قيامَةِ ابنِها يسوع الحيِّ مدى الأبد. مَريَمُ تَسهَرُ على لبنان. مَريَمُ تَدْعَمُكم دومًا في مسيرَةِ الرِعايَةِ لِوطَنِنا، تُحقّقونَ فيه العدالةَ، والْمُساواةَ، والأَمانَ، والوَحْدَةَ، والكرامَةَ، وكُلُّها قِيَمٌ نَجِدُ أساسَها في قَلبِ إنجيلِ رَبِّنا يسوعَ الْمَسيح.
إنّنا كمريميّين نؤكّد بثقة وطيدة أنّه بفضلِ صلوات المؤمنين بالعذراء انكفاتْ جيوش الاحتلال الإسرائيليّ والسوريّ وغيرها. وتمّت المصالحة بين أفرقاء السياسة المسيحيّين وعاد لبنان إلى حياته الديموقراطيّة بانتخابكم رئيسًا للبلاد.
يا فخامَةَ الرئيس.
أهلاً بكم في دير سيّدة اللويزة، حيثُ عبَّقَتْ صَلواتُ أبناءِ الرهبانيّةِ المارونيّة المريميّة منذ أكثر من ثلاثِ مئةِ سنة، وَانْدَمَجَتْ بِحُبّ الله والإنسانِ والوطن. في هذا الدير العريق، وبالتحديد في كنيسته الأثريّة، عُقد المجمع اللبنانيّ سنة 1736، ومجمع اللويزة سنة 1818. نقرأ في أعمال المجمع اللبنانيّ ما يلي: "إنّنا تِبعًا لأوضاع الآباء القدّيسين نأمر بأن تُقام المدارس في المدن والقرى والأديار الكبيرة..." (الباب السادس في المدارس والدروس، ص. 527). إنّ الرهبانيّةَ، حتّى قبل انعقادِ الْمَجمَع اللبنانيّ، عُنيتْ بِتأْمِين التعليمِ لأبناءِ شعبِنا، عندما لم يكنْ للسُلطَةِ الْمَدَنِيَّةِ دورٌ في ذلك، وقد جعل المجمع اللبنانيّ التعليمَ ضرورةً قُصوَى، لأجلِ إِنْماءِ الإنسانِ في الإيمانِ والعِلْمِ والبحثِ والْمَعرفة. وما زِلْنا، حَتّى يَومِنا هَذا، أَمينِينَ على هذه الرسالَةِ مِنْ خِلالِ مُؤَسّساتِنا التربويّة، من مدارسَ وجامعاتٍ مَريَميّة، تَحْتَ نَظَرِ العذراء مريَم سيّدة البشارة.
يا فخامَةَ الرَئِيس.
نَشكُرُ للهِ زيارَتَكُمُ الّتي نَعتَبِرُها حَدَثًا تاريخيًّا لرهبانيّتنا ولديرِ سيّدَةِ اللويزَةِ العامِر، ونَتَمَنَّى لكم، ولعقيلَتِكُم وعائلَتِكم الازديادَ في النعمة والبركة، بشفاعة العذراء. وَاسْمَحوا لِي أن نتوجَّهَ بالصلاة على نيّة أبينا وراعينا البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلّيّ الطوبى، لكي يُسَدِّدَ الربُّ خُطاهُ، ويزيدَه حكمةً ودرايَةً في تدبيرِ كنيسَتِنا الْمارونِيَّةِ الأمينَةِ لِحُبِّ الرَبِّ في هذا الشرق.
تَأَكَّدُوا جَميعًا مِنْ مَحَبَّتِنا لكم، ومِنْ صَلَواتِ أَبناءِ الرهبانيّةِ المارونيّةِ المريميّةِ مِنْ أَجْلِكُم، "ورَبُّ السلامِ نَفْسُهُ، هو يُعطيكُمُ السَلامَ فِي كُلِّ حِيْنٍ وَكُلِّ حال! نِعمةُ رَبِّنا يَسوعَ الْمَسيحِ مَعَكُم أَجْمَعِين!" (2تس 3/16)
كلمة في السجل
وتليت في القداس الصلوات على نية لبنان والسلام فيه وفي المنطقة. وفي ختامه، توجه الرئيس عون واللبنانية الاولى برفقة الرئيس الاباتي طربيه ومجلس المدبرين الى صالون الكنيسة حيث تبادلوا التهاني بالعيد.
ثم دوّن الرئيس عون كلمة في سجل الدير جاء فيها: "من عراقة هذا الدير، انطلقت شرارة النهضة الايمانية والثقافية والحضارية التي ارست اسس لبنان الكيان، وطن الرسالة والاشعاع. وفيه نمت الرهبانية المارونيّة المريميّة رسولة البشارة، في لبنان وعالم الانتشار.
اليوم، اذ اشارككم، آباء واخوة مؤمنين، فرحة عيد البشارة، ارفع دعائي الى السيدة العذراء، شفيعتكم، لتواصل رهبانيتكم، بأبنائها والقيّمين عليها، مسيرة الامانة لرسالتها.
فعلى اسمها، لكم جميعا تقدير العائلة اللبنانية الجامعة!"

مأدبة غداء
ثم اقيمت مأدبة غداء على شرف رئيس الجمهورية وعقيلته، رحّب في مستهلها الاباتي طربيه بالرئيس عون واللبنانية الاولى والمدعويّن، وقال: "لقد حف��ت زيارَتُكم على صخورِ هذا الجبل وعلى حجارَةِ هذا الدير الّذي يتربّع على مشارف نهر الكلب، أَطْيَبَ الذكريات. فالصخورُ الّتي نشاهدها بالقرب من موقعنا تحمل ذكرى أحداث تاريخيّة مرّ بها لبنان، وهي لا تُمحى. لكنّ يسوعَ، ملكَ الكون، يرتَفِعُ فوقَ هذه الصخور، لأنّه سَيِّدُ الإنسانِ والتاريخ، وهو مُخَلِّصُ الإنسانِ في تدبيره الخلاصيّ.يسوعُ نَفسُهُ يفرح اليومَ بعيد البشارةِ بالحبل بِهِ، ويبتهج بأنّنا نُكَرِّمُ أُمَّهُ الّتي بسبب جُهوزِيَّتِها الْمُطلَقَة كان لنا الخلاص. لَهُ الْمَجدُ ولأُمِّهِ الإكرامُ ما دامَ لبنانُ، بلدًا ارتبطَ بكلمة الله وبالتجسُّدِ الإلَهيّ."
اضاف: "اسمحوا لي يا فخامة الرئيس أن أثير بعض النقاط المهمّة بالنسبةِ إلينا: بعد مرور مئة سنة تقريبًا على إنشاء دولة لبنان، ما زلنا نتخبّط في إنجاز بناء دولةٍ قويّةٍ، تتحلّى بالنزاهة والسيادة، وتُعنى بشؤون المواطنين، وترعاهُم وتؤمّن لهم كرامة العيش وفرص العمل والضمانات الضروريّة لقيام حياتهم.
إنّنا ننتظرُ الكثيرَ منكم، يا فخامة الرئيس، لأنّكم الرجلُ القويّ الّذي يحقّق أُمنِياتِ مُعظَمِ أبناءِ الوطن الصالِحين. وعليه، نرجو منكم أن تَبقَوا على ما أنتم عليه من صلابةٍ لأجلِ الْحَقّ، وشفافِيَّةٍ وحكمةٍ وحِوار.إنّنا نجدِّدُ ثقتَنا بدور الجيش اللبنانيّ ونرجو إعدادَه وتأهيلَه ليكونَ القوّةَ الأساسيّةَ والوصِيّةَ الوحيدةَ في حِمايَةِ كُلّ أراضي الوطن الغالي من الجيوش الغريبة والإرهاب الغاشم البربريّ. أجل! وحدَهُ الجيش اللبنانيّ مع المؤسّسات العسكريّة والأمنيّة، يضمن سيادَتَنا واستمرارَ استقلالِنا وأَمنِنا.إنّنا نضع مؤسّساتنا التربويّة، لا سيّما الجامعيّة، في تصرّفكم، يا فخامة الرئيس، لإنجاز الأبحاث الضروريّة حول قانون الانتخاب، واللامركزيّة، ومسألة الطاقة المائيّة والكهربائيّة، ومواضيع البيئة وغيرها، وما تجدونه حاجةً ماسّة لإنماء الوطن. نريد وطنًا نظيفًا كنظافة منازلنا، وأن يكون لانتمائنا للوطن أولويّة، قبل أيّ انتماء آخر".
وختم بالقول: "تأكّدوا أنّ هذا الصرح العريق هو بيتكم في كلّ وقت، وهو داعمٌ لكم، ما دُمتُم تضعونَ إيمانَكم أساسًا لتتميم خدمتَكم الوطنيّة، لِخيرِ الشعب وقيام لبنانَ. عُشتُم، عاشَتِ الجمهوريّةُ بمؤسّساتِها النَزيهةِ الفاعِلَة، عاشَ لبنان."
 وقدّم الاباتي طربيه الى رئيس الجمهورية منحوتة تمثل وجه المسيح المتألم، المبشّر بالقيامة، والى اللبنانية الاولى كتابا تحت عنوان: "العذراء مريم في لبنان."
الرئيس عون
وردّ رئيس الجمهورية بكلمة هنأ فيها اللبنانيين بالعيد وقال:
"اخوتي واحبائي، نجتمع اليوم لنصلي معا لمناسبة عيد بشارة السيدة العذراء، ويطيب لي بداية ان اعايد جميع الرهبان والمؤمنين واللبنانيين، فاليوم نجتمع جميعنا، مسيحيين ومسلمين من كافة الطوائف اللبنانية في كنيسة سيدة الجمهور، لنصلي للعذراء مريم. وفي ذلك رمز للوحدة الوطنية التي سعينا جاهدين للحفاظ عليها."
 اضاف: "علينا الّا ننسى ان لبنان اجتاز منذ العام 2011 الى اليوم بأهم الازمات المتراكمة فوق بعضها البعض: اولها كانت ذات طابع عالمي تمثّلت بالازمة المالية والركود الاقتصادي العالمي وقد اثّرت علينا لأننا لسنا في جزيرة معزولة عمّا يجري من حولنا، وثانيها ازمة المنطقة والشرق الاوسط اللتين تشكّلان سوقا اقتصاديا بالنسبة الينا. وهما ازمتان لم تنتهيا الى اليوم. امّا الازمة الثالثة، فتتمثّل بالنزوح السوري وهي مكلفة بالنسبة الينا. وقد ساهمت جميع هذه الازمات في تراجع نسبة ايراداتنا ومضاغفة نسب العجز. اضف الى ذلك، الازمة المستمرة الى اليوم والمتمثلة بالفساد في لبنان، وقد بلغت معايير غير مسبوقة وخرقت كل قياس عالمي، فتراجع موقع لبنان على مقياس الشفافية تراجعا رهيبا، حتى اجتزنا اليوم المرتبة 130 بين دول العالم. والى جانب هذه الازمات، كانت هناك الازمة الامنية، وقد بذلنا كافة جهدنا من اجل تأمين الاستقرار والامن، الى درجة انّ الوضع الامني قياسا الى ما حصل في الشرق الاوسط والدول العربية بات يعتبر مقبولا."
وقال: "لقد نجحنا في الاستقرار، ولا زلنا محافظين عليه وكذلك بالنسبة الى الامن. الآن سنعمل لكي نعود تدريجا الى حياة طبيعية والى اعادة بناء الاقتصاد. ونحن لن نوقف التنمية، لكننا سنتجه صوب موارد اخرى، ذات طابع خارجي مثل قروض طويلة الامد كي نواصل تطبيق خطتنا لانعاش الاقتصاد وليس لأي هدف آخر. وسنستخدم كافة الصلاحيات الدستورية للعمل كي لا يبقى لبنان مثلما تسلمناه."
وختم الرئيس عون بالقول: "هذا هو الوضع اللبناني اليوم على حقيقته. ونحن بحاجة الآن الى خطة اقتصادية هادفة الى تنشيط الاقتصاد اكثر مما نحن بحاجة الى القيام بحسابات مالية حول مدى فرض ضرائب او حجم القروض من الخارج. ولأني استند الى ثقة الناس بي وتأييدهم لي فقد اخاطبهم قريبا لأضعهم في حقيقة الواقع الذي نعيش."