Skip Ribbon Commands Skip to main content
Sign In
الجمعة,26 نيسان, 2024
خطاب قسم الرئيس لحود
- خطاب القسم-
السيد رئيس مجلس النواب،
حضرات السادة النواب،
يوم أولاني هذا المجلس الكريم ثقته الغالية بانتخابي رئيسا للجمهورية وفي خضم ردات الفعل المفعمة بالآمال والمؤيدة لهذه الثقة، اختلطت لدي مشاعر الامتنان بحسابات المسؤولية، ووجدت انني في بداية الطريق مطالب بالكثير، نعم مطالب بالكثير فحاولت استبعاد موجات القلق التي لم تهدأ الا حين قلت لنفسي هذا موقع تستطيع فيه على الاقل ان تفعل شيئا لوطنك فاتكل على الله واتكلت.
ايها السادة،
في وقفة كهذه تجهز كل القضايا والمشكلات دفعة واحدة حتى لتكاد تضيع الاولويات ويحتار المرء من اين يبدأ وقد اخترت المصارحة بالاهم الذي هو اساس وجودنا حيث نحن في الدولة، كسلطات ومسؤولين، عنيت به احترام القانون وتطبيقه. نعم، احترام القانون وتطبيقه.
ايها السادة،
نحن في بلد الجميع فيه حكاما ومحكومين كلهم يشكون وكلهم يشككون ذلك ان لغة القانون غائبة حينا ومغيبة احيانا، من هذه اللغة ابدأ واليها انتهي.
ابدأ من القسم الذي اديته امامكم منذ لحظات وتعهدت فيه باحترام دستور الدولة والقوانين واجد ان رئيس الدولة هو الوحيد الذي يؤديه من بين السلطات فأتساءل لماذا واجيب لأن المشترع اراد ان يكون رأس الدولة تحت القانون فلا يعود لأحد غيره ان يكون فوق القانون وسأكون تحت القانون.
لأن المشترع اراد ان يكون رأس الدولة تحت القانون فلا يعود لأحد غيره ان يكون فوق القانون وأنا سأكون تحت القانون.
ايها السادة،
اننا كسلطات ومسؤولين موجودون حيث نحن باسم القانون فلا يجوز ان يغفل عنا في أي وقت وظرف وخصوصا في قمة الشعور بعنفوان السلطة اننا انما نمارس ونطاع بقوة القانون وليس بقوتنا، نعم بقوة القانون وليس بقوتنا.
 
ايها السادة،
لا مستقبل لأحد في هذا البلد، حاكما كان ام محكوما الا بقيام دولة القانون والمؤسسات في ظل النظام الديموقراطي، البرلماني وكما تعلمون فان الناس يريدون التغيير ولديهم اسباب معروفة ومحقة وبقدر ما هو مستحيل ان يتم ذلك دفعة واحدة بقدر ما هو غير جائز الا تكون هنالك بداية فيكون هنالك بدايـــة فماذا يريد النــــاس؟ الناس يريدون منا نحن الحكام والمسؤولين ان نحترم تمثيلهم في كل مـــا نقول وقولنــا مسؤول وان نجسد ذلك في كل ما نفعل وفعلنا مسؤولية.
وهم يريدون، وعن حق قضاء منزها ومستقلا.
وهم يريدون، وعن حق قضاء منزها ومستقلا عن كل انواع التدخلات والتأثيرات في اشخاصه واحكامه قضاء يحسب حسابه الكبير كما الصغير نعم قضاء يحسب حسابه الكبير كما الصغير.
ويريدون ادارة تخضع لرقابة صارمة وتتميز بالكفاءة والنظافة يديرها مسؤولون يكتسبون الحصانة من حسن الممارسة لا من قوة الحماية السياسية والطائفية.
لا من قوة الحماية السياسية والطائفية يريدون ادارة يشترون منها الخدمات بالضريبـــــة وليس بالرشـــوة والضريبة معـــا.
نعم، يريدون ادارة يشترون منها الخدمات بالضريبة وليس بالرشوة والضريبة.
ايها السادة،
والناس كل الناس يدركون عمق الازمة المعيشية وحقهم حين نطلب منهم المساهمة في حلها، وهم مستعدون. حقهم ان يسألوا عن نوع السياسة الاقتصادية والمالية التي ترعاهم ما هي اعباؤها وكيف تراكمت والى اين ستقود؟ كما ان من حقهم ان تكون لهم سياسة ضريبية متوازنة وعادلة. تتوزع فيها النسبة على الثروة فلا يحمل المحتاج اعباء المقتدر.
ايها السادة،
الناس يريدون ان تكون الانجازات خاضعة للقوانين والانظمة بحيث يزول كل شك وشكوى وحقهم ان يعرفوا كيف تصرف واردات الضرائب وكيف تعصر النفقات، وكيف تنفذ الالتزامات والمشاريع.
وكيف تدار الاملاك الرسمية، وكيف تراقب الاموال العامة مراقبة الزامية مسبقة في صرفها، ولاحقة في تنفيذها وحقهم علينا ان نتقشف قبل ان نطلب منهم التقشف، وحقهم في الاجمــــال ان لا تكون الارقام سرا من اسرار الدولة. وحقهم وقبل أي شيء آخر، ان يروا كيف يكافأ الحريص والموفر وان يروا كيـــف تقطع يد السارق ايا كان.
نعم، وان يروا كيف تقطع يد السارق ايا كان والمهدر والمنتفع والمرتشي.
ايها السادة،
الناس، ولا سيما جيل الشباب منهم، يريدون اهتماما بالقضايا التربوية والاجتماعية والصحية والانسانية والبيئية.
فلا يجوز ان يكون الفقر مانعا للعلم.
ولا يجوز ان يكون الفقر مانعا للصحة.
ولا يجوز ان يكون الفقر مانعا للعمل.
ولا يجوز ان يستمر الاجرام البيئي.
ولا يجوز ان يبقى مهجر خارج ارضه.
ولا يجوز ان ينسى المهاجر الوطن.
ولا يجوز رهن السياسية بالطائفية.
ايها السادة،
والناس كل الناس، يريدون ان يعرفوا ما بيننا وبين سوريا. نعم، يريدون ان يعرفوا، وحقهم ولا سيما جيل الشباب منهم ان تنجلي عندهم التساؤلات، وان يكون لديهم اجوبة. واليهم اقول انه منذ اندلاع الحرب - الفتنة عام 75، كانت لسوريا مبادرات متلاحقة وجدية لوقفها. وكانت هنالك بالمقابل مراهنات مضادة، انساق اليها البعض وحولـــت لبنــــان الى ساحة نزف واستنزاف.
وأقول ايضا، لكل من لا يعرف الحقائق، وبالاخص لمن لا يريد ان يسمعها، انها لو ادرك اللبنانيون، لا سيما بعض من كان منهم مسؤولا حينذاك، لو ادركوا جوهر المبادرة السورية التي اطلقها الاخ الحقيقي للبنان الرئيس حافظ الاسد.
لو ادركوا جوهر المبادرة السورية التي اطلقها الاخ الحقيقي للبنان الرئيس حافظ الاسد، لما استمر النزف والدمار الى الامس القريب.
ايها السادة،
لقد كان خطأ سياسيا كبيرا بحق لبنان، نعم، بحق لبنان، ان تصرف البعض في الماضي على ان العلاقة مع سوريا هي مراهنة مرحلية نستعين بها عندما نضعف، ونطعنها عندما نقوى، او نسايرها حين تقوى، وننكرها حين تضعف، متجاهلين اننا، انما نقوى معا او نضعف معا.
ايها السادة،
ان علاقتنا بسوريا، هي علاقة تاريخ وارض وشعب. فلا يمكن ان تكون مراهنة او مسايرة، بل مصيرا وخيارا. ان تجربتي في بناء الجيش زودتني بالايمان والبرهان بأن سوريا، بقائدها وشعبها وجيشها، تريد الخير للبنان، وتدعم الدولة اللبنانية دون حدود. فهلا عرف اللبنانيون في موقع الحكم والسلطة ان يوظفوا هذا الدعم، ان يوظفوا هذا الدعم لبناء دولتهم ومؤسساتهم، فيحبهم الناس ويحبون سوريا من خلالهم، بدلا من توظيف هذا الدعم لانفسهم.
بدلا من توظيف هذا الدعم لانفسهم، فيدينهم الناس ويساء الى سوريا.
ايها السادة،
واكثر ما يريده اللبنانيون، اكثر ما يريده اللبنانيون هو الجنوب، اهل الجنوب، نعم، الجنوب واهل الجنوب.
فمن على هذا المنبر احيي الصامدين والمقاومين.
 
فمن على هذا المنبر احيي الصامدين والمقاومين، احياء وشهداء، والداعمين لجيشهم مواجهة الاحتلال الاسرائيلي واليهم اقول، ان القضية الوطنية الكبرى هي انتم، وازالة الاحتلال عنكم.
لقد آمن لبنان بأن السلام العادل والشامل والدائم، هو خيار استراتيجي وحيوي. وشارك من هذا المنطلق في مؤتمر مدريد على اسس تنفيذ قرارات الامم المتحدة ومبدأ الارض مقابل السلام، وها انه قد مضت سنوات على هذا المؤتمر واسرائيل لا تزال تستفرد الاطراف العربية لتقيم مع كل واحد منهم نصف سلام، نعم نصف سلام يوحد اسرائيل ويقسم العرب.
ايها السادة،
لقد جردت اسرائيل خلال الفترة الماضية حملة سياسية واعلامية واسعة لاظهار ان لبنان يرفض انسحابها من ارضه وفقا للقرار 425.

اما الواقع ايها السادة فان لاسرائيل مفهوما خاصا لتنفيذ القرار 425 لا ينسجم مع المصلحة اللبنانية والكرامة الوطنية لذلك كان جوابنا اننا نرفض اعطاء ضمانات وترتيبات لانسحاب يريح اسرائيل على حسابنا وقلنا ان الضمانات من أي نوع كانت للجميع انما تكون من خلال السلام كل السلام وليس نصف السلام.
ايها السادة،
ان كل السلام في مفهومنا يعني ان للبنان مصلحة وطنية عليا ثابتة ودائمة ومصيرية تقضي وايا تكن الظروف والاعتبارات بتلازم المسار مع سوريا على قاعدة الانسحاب الاسرائيلي الشامل من الجنوب اللبناني والبقاع الغربي والجولان على حد سواء وفقا لقرارات الامم المتحدة، وحينذاك يكون سلام بكل ظروفه ونتائجه على الجميع بما فيها الامن والمصالح الاخرى.
ايها السادة،
ان الدول العربية الشقيقة المشكورة بكل ما قدمت للبنان ماضيا وحاضرا هي خزان المحبة والاخوة والدعم الذي نعتمد عليه في مواجهة الاعباء المترتبة عن الاحتلال الاسرائيلي وللنهوض في مسيرة الاعمار والتنمية.
ولبنان المعافى رصيد لكل العرب وكما هم مساهمون في عافيته كذلك ابناؤه يعتبرون كل بلد عربي بلدهم.
انني اتطلع بأمل، ان يظل لبنان في اهتمام اخوته العــرب بما يخفف عنه تراكمات الدمار الماضي واعباء المرحلة الراهنة والمقبلة.
كما اتطلع الى التعاون مع دول العالم الصديقة واخص بالشكر تلك التي دعمت لبنان في مجالات الخبرة والاقتصاد والمشاريع والتنمية وتلك التي تدعم لبنان في المحافل الدولية آملا ان يكون مفهوم السلام العادل والشامل هو لغة التعاون التي على اساسها نبني المستقبل.
ايها السادة،
أريد ان يعرف الناس اننا في نظام ديموقراطي برلماني يخضع فيه التغيير لمقاييس واصول وتخضع فيه السلطات لمبادىء واحكام، تحدد الصلاحيات لكل منها وفي ما بينها بحيث انه يستحيل على احداها منفردة ان تحدث التغيير المرتجى.
لذا اقول للناس انا لا ادعي ان لدي عصا سحرية تلبي الآمال بين ليلة وضحاها، ولكن لدي النية والارادة، نعم، لدي النية والارادة ويدي ممدودة للجميع في كل ما هو خير وصواب وعدل.
 
وأقول للناس: حتما ستكون هنالك بداية، نعم ستكون هنالك بداية، فلا تستعجلوا الاحكام على الوجوه والاسماء ايا تكن وانتظروا الممارسة ففيها الجواب.
فأنتم الحكم واليكم الاحتكام،
ايها اللبنانيون، انتم الحكم واليكم الاحتكام.
عاش لبنان.