دولة الرئيس
حضرة النواب المحترمين،
في هذه اللحظة، لا املك شيئاً اقدمه للبنانيين سوى الايمان بلبنان ينهض من الدمار بما اوتى من حيوية وطاقات.
وفي هذه اللحظة بالذات اشعر بأني امثل ارادة وطنية رفعتني الى المسؤولية الاولى، بوسعها ان تخلق دولة جديدة، بعد ان عطلت الاحداث وسائل نشاط ومظاهر سلطان الدولة اللبنانية. وفي هذه اللحظة، تبدأ مسيرة المستقبل، بأذن الله، هذه المسيرة هي استمرار للشرعية، والشرعية بمفهومها هي الاستقلال والسيادة والديمقراطية والحرية. فبصيانة الاستقلال والسيادة والديمقراطية والحرية، اتعهد والتزم.
- تصفيق
لنأخذ العبرة مما حصل في لبنان حتى نتعرف من جديد على رسالة هذا الوطن، وحتى نعرف كيف يسلم لبنان ويؤدي رسالته، ورسالة لبنان التي توارثناها عن الجدود الذين ضربوا في هذه الارض اول معول وبنوا اول مدماك، هي ان يكون لبنان سيد نفسه، خادم وطنه، رسول محبة ووئام، وناشر حضارة ومعرفة، نصير جاره، شجاعا، رائدا في معارك الحق، اينما كان الظلم وعلى من كان.
اني اعرف ما ينتظره البنانيون مني، وهم يعرفون ولا شك ما ننتظر منهم، وان كل ما انتظره وينتظرون، يبقى مجرد امال واحلام، ان لم تكن الثقة، في البدء متكاملة متبادلة، تغسل القلوب وتطهر النفوس، وتصحح العقول.
ان من استشهد على ارض لبنان لن يعوض، حسبه انه مات عن ايمان. اما الضحايا، فذاك كان قدرهم، في وطن تخلت عنه الاقدار ردحا من الزمن، ولكننا لن ننساهم. انه حق علي وعليكم، ان نفي الارواح التي خطفتها المحنة ولاولئك الذين سلبتهم القسوة جميع حياتهم، ولكل انسان حرم فرصة السعي وراء الرغيف المشرف المبلل بعرق الجبين.
اما الوطن الذي غيرت معالمه المدافع. فاننا نقف على مشارفه بحزن يشاركنا فيه العالم. اذا، من ايمان بلبنان لم تزعزعه المحنة، وثقة بشعبه لم تنل منها الاحداث، ومن التأييد الغالي الذي اوليتموني اياه، استمد القوة لتحمل التبعات الجسم التي وضعتموها امانة في عنقي اعرف حق المعرفة، ضخامتها وصعوباتها.
ان الايمان بلبنان الواحد الذي يعلو الولاء له كل ولاء، هو اقوى ما نتسلح به في مواجهة ازمة لم يعرف وطننا لها مثيلاً، وفي ضميرنا صوت الواجب للتغلب عليها.
اننا نمر في مرحلة تاريخية من حياتنا، لا اصعب منها ولا اشد خطراً. والتحدي الكبير الذي يواجهنا اليوم يكون في السؤال: هل نحن قادرون على الخروج من النار التي احرقتنا طوال تسعة عشر شهراً ونيف، كما يخرج المعدن الاصيل اكثر وهجاً واشد صفاء. ام ان تلك النار اذابت فينا القدرة والارادة والعزم؟
علينا ان نقبل هذا التحدي ونقهره، وان نخرج منه ومن المحنة ظافرين، ونقضي على العلل التي اضعفت كياننا، فنبعث لبنانا جديدا معافى، وهو لبنان الذي نتطلع اليه جميعا. ان النزف المهلك الذي هد قوانا، والدمار الذي نزل بنا، والاحداث المروعة التي عصفت ببلادنا، كل ذلك يحدو بنا لان نشرع بابنا لبناء مستقبل زاهر.
بكلمة واحدة اقول: اننا بحاجة الى بداية جديدة. ان الاحداث الجسيمة التي عانى منها لبنان ما عانى، لم تعد تجيز لنا الابقاء على الكثير الكثير من الاساليب والسبل التي اعتمدناها وسرنا عليها حتى اليوم. لقد جمدناها فجمدنا حيالها بدلا من ان نطورها ونتطور معها، بينما سنة الحياة تفرض التطور دوما نحو الاسمى والافضل، وتأبى الجمود، لان الجمود هو الموت، والموت هو نقيض الحياة. ويقيني اننا جميعاً متفوقون على ان ساعة الخروج من الجمود قد دقت، وقد آن الاوان لمصارحة بعضنا البعض في حوار مخلص بناء، عاهدت نفسي على ان اكرس حياتي لحمل اللبنانيين على جعله وسيلتهم الوحيدة لفض نزاعاتهم، وحل ازمتهم، صغيرة كانت او كبيرة. وفي يقيني ان هذا الوطن، رغم كل ما شهده وعانى، ما يزال يملك القدرة على النهوض، وعلى بناء نفسه اقوى واعلى، سالكاً طريق الوحدة، نابذاً طريق الانقسام، مقبلاً بعزم على التطور والتجديد. واني ارسم هنا الخطوط الكبرى للسياسة التي اؤمن بجدواها، والتي اتعهد بأن اوجه الحكم في اتجاهها ضمن حدود صلاحياتي الدستورية.
ان الشرط الاساسي الذي بدونه لا يبقى أي مجال للتخطيط ولرسم السياسة المستقبلية، هو انهاء الاقتتال، بغية سلوك الطريق المؤدي الى الحوار، ذلك الحوار الذي اعلنت ايماني به تكراراً، حفاظاً على جوهر لبنان.
اني عازم على القيام بدور ايجابي في سبيل الوصول الى حلول سياسية نتيجة ذلك الحوار، تصون المصلحة اللبنانية العليا، دون ان تسيء الى القضية الفلسطينية، فمهما اعترضت سبيلي من عقبات فاني سأتخذ دوما الموقف الذي يفرضه علي واجبي الوطني، وتحسسي بمسؤولياتي.
- تصفيق
اني ارى ان الضرورة ملحة، في المعطيات الحاضرة لاعادة النظر في اسس الحكم واساليبه بنظرة اكثر واقعية، تراعي التطور العلمي. فالتجربة المريرة التي عاشها لبنان. اثبتت ان كثيراً من الامور يتطلب تغييرها، انسجاماً مع تطور الظروف ومستلزماتها.
ان مفهومنا التقليدي للوطن اصبح بحاجة الى تصحيح، فلم يعد الوطن طوائف ومناطق وشعبا فحسب، بل اضحى تلك الوحدة التاريخية والجغرافية والانسانية والمصيرية، التي تؤمن للمنتسب اليها سبل العيش الكريم، وقسطا من الكرامة والطمأنينة والحقوق، مقابل ما ترتب عليه من واجبات.
يعيش العالم اليوم، عصر التحديات الكبرى، وهو في سباق مع الزمن. فاذا فشل الحكم في مواجهة هذه التحديات، لا بل في التغلب عليها، فقد مبررات وجوده، وعرض الوطن الى التخلف والى اخطار التفسخ والانهيار. فمواجهة المستقبل ومعضلاته، أي مشاكل الغد، ومشاكل الاجيال الطالعة، هي في نظري، اولى الاولويات. وهذه المواجهة، اما ان يكون شعارها الجرأة والاقدام او لا تكون.
ان الانظمة التي ترعى الحكم في لبنان، اذا ما استثنينا ركائز النظام الديمقراطي البرلماني. وهو نظام نؤمن به واعتبر نفسي مؤتمنا عليه، ليس فيه من المقدسات ما يحول دون المساس بها، لتطويرها مع حاجة المجتمع اللبناني.
- تصفيق
اما المقدسات التي لا يجوز المساس بها، فهي في نظري، سيادة لبنان ووحدة ارضه ووحدة شعبه
-تصفيق
وفي ما خلا ذلك فاني عازم على ادخال وتبني أي تعديل ارى فيه اسهاما في رقي الشعب، وفي تقوية اللحمة بين فئاته، وفي توفير اكثر ما يمكن من العدالة والمساواة بين اللبنانيين والمناطق اللبنانية كافة.
والحريات العزيزة على شعبنا، والتي بها وعليها تفتحت مواهبه، وتألق مركزه في العالم، هي في حاجة لان نصونها، بحس المسؤولية الوطنية الذي هو دائما درع الحرية الاقوى.
ايها السادة
ان ما يشعر به شعبنا، بعد المأساة، من حزن والم، لما اصابه في ارواح بنيه وممتلكاتهم، وفي مركزه المعنوي في العالم، يحز في اعماق نفسي. ان آلآم هذا الشعب، هي آلآمي، وطموحه هو طموحي. واني لمدرك ما على رئيس الدولة من مسؤولية كبرى في التوجيه والتخطيط لبناء لبنان الذي نريد. ان لبنان الذي نريد هو لبنان لا حرمان فيه، بل توازن اجتماعي كامل وكرامة موفورة، وقد سعت الى ذلك جهود مخلصة، قبل اليوم، وما زال امامنا سعي طويل. ان التوازن الاجتماعي يحتم علينا تأمين العيش الكريم لجميع المواطنين، ومحاربة التخلف والمرض والفقر والبطالة والامية، فلا يكون في لبنان متخم على حساب جائع، ومترفع على حساب محروم، بل تكافؤ في الفرض للجميع، يتوافر معه لكل مواطن ان ينال ما يحتاجه من علم ومعالجة ودواء ـ تصفيق ـ لذلك نفتح صفحة تليق بطموح هذا الوطن الذي نريده وطن العلم والكفاءات، وطن فيه القانون سيد وسلطان، لا يفضل فيه احد احدا الا بالولاء والعطاء، ليطمئن كل مواطن على حياته وكرامته وممتلكاته ومصيره، فتصبح المصلحة العامة هي الغاية التي يلتقي فيه المجال امام جميع اللبنانيين في التنافس الخير على اساس المساواة والكفاءة. وانني اتطلع الى يوم قريب، يصبح فيه مستوى الثقامة والعلم والاخلاق والجدية، المقياس الوحيد الذي يميز لبنانيا على آخر.
- تصفيق-
ان الاهداف التي نسعى اليها، ليس بوسعنا تحقيقها دفعة واحدة، وبسحر ساحر، بل ستكون ثمرة عمل متواصل ودرس عميق، يسهم فيه جميع اللبنانيين، ترتبط ارتباطا وثيقا بالانظمة المالية والاقتصادية. وفي هذه المناسبة اؤكد ثقتي بالمبادرة الفردية. ان ضرورة المحافظة على حرية المبادرة الفردية، يحدها واجب الدولة في مراقبة القطاع الاقتصادي الخاص، وضبط المنافسة الحرة، لئلا تتحول الى اداة فوضى واستغلال، فتعرض المجتمع، بسائر فئاته، وخاصة الفئات الضعيفة اقتصاديا الى التداعي. كما اعلن ان من حق الدولة ان توسع رقعة القطاع العام في بعض المجالات الاقتصادية، وان تتدخل لممارسة حق التوجيه في حالات طارئة، وبصورة محدودة، اذا قضت المصلحة الوطنية بمثل هذا التدخل
- تصفيق
اما العلاقة بين رأس المال واليد العاملة، وهي حجر الزاوية في تشييد المجتمع الحديث وفي استقراره، فهي من الامور التي تتطلب منا سهرا متواصلا، وسعيا دائبا للوصول الى حلول عادلة متوازية بحيث لا يقع الحيف على أي فئة من الفئتين. وبديهي ان يكون ازدهار المؤسسة شرطاً اساسياً لحمل ارباب العمل على توظيف اموالهم، وبالتالي لايجاد العمل لليد العاملة. كما اون اجور اليد العاملة لا بد ان تكون على مستوى يتناسب مع الاسهام الذي يكسبه العمل في الانتاج.
ايها السادة،
اني امد يدي الى جميع اللبنانيين، وادعوهم الى التلاقي في عمل وطني جامع، تذوب فيه الخلافات، وتنقشع معه في النفوس غيوم المعركة، ليحل محلها صفاء القلوب. ان المحبة تبني والبغضاء تهدم. ولن يقتصر البناء على العمران فو�� ارض لبنان، بل يجب ان يتجاوز ذلك الى بناء الانسان فيه. ولم يعد خافياً ان التوظيف في الانسان هو الاساس، وان هذا التوظيف يثمر، حتى على الصعيد الاقتصادي، ولو على اجال متوسطة وطويلة. وفي هذا المجال، تتجه افكاري الى الشباب، اذ علينا ان نعمل ليسهم الشباب اسهاما خلاقا في تكوين الغد، والشباب هو الغد. وهذا يفرض علينا اعتماد سياسة تربوية وثقافية سليمة ومتطورة، ترمي الى رص جميع ابنائنا في صف واحد، متناسق التفكير، موحد الاهداف. فالى اجيال الشباب اقول: ان لا غنى للبنان عنكم، وانكم لن تكونوا على هامش الاحداث. ان الوطن بحاجة الى حيويتكم، الى ايمانكم، الى علمكم. كما اني امد يدي الى اخواني المغتربين الذين توزعوا جميع اقطار العالم، فكانوا خير رسل للبنان.
من مدننا اللبنانية العريقة في مدنيتها عبر التاريخ، ومن قرانا الصغيرة الخضراء، انطلق لبنانيون، برز منهم في ديار الاغتراب، فلاسفة وادباء وشعراء وحكام وشيوخ ونواب وقادة عسكريون، ورجال علم واقتصاد وصناعة ومال. انهم يشكلون طاقات فاعلة، مدعوة لاداء دورها، لا اقول لاداء واجبها، في اعادة تعمير لبنان وكما كانوا موضوع فخرنا واعتزازنا، فهم كذلك، موضوع املنا وثقتنا، لانهم لن يتأخروا عن تلبية نداء لبنان حيث يدعوهم الى الاسهام في بعثة من جديد.
ايها السادة،
ان الخطوط الكبرى للسياسة التي رسمت، لا يساعد في تحقيقها الا جو من الامن المطمئن. ان اعادة الامن الى البلد، والطمأنينة الى نفوس ابنائه، هو مطلبنا جميعا، ولن تتحقق هذه الغاية الا بتعاون مخلص يسمح لنا باعادة بناء الجيش وقوى الامن على اسس تجعل منها قوى متضامنة، متكافلة، تعمل لوطن واحد، وتكون مؤهلة بعددها وعدتها واعدادها للدفاع عن الوطن وحفظ الامن فيه.
- تصفيق
ايها السادة
ان لبنان لم يبتعد يوما في اماله والامه عن واقعه العربي. فقد رسمت له طبيعة انتمائه الى هذا الواقع دوراً مصيرياً، هيأه له القدر، واختاره هو كذلك بنفسه اختياراً، وبقوة هذا الاختيار، حمل المشعل عاملا فكرا واقتصادا وسياسة. ولبنان، هذا البلد العربي سيكون المتلزم الوفي بكل قضية عربية، ودوره في اسرته العربية لا يختلف عن دور أي عضو فيها، حقوقا وواجبات.
وقضية فلسطين بالذات قضية لبنان، كما هي قضية أي بلد عربي، وكما تقتضي ان تكون قضية أي بلد يعرف معنى للحق والعدالة. ولم يبخل لبنان بأي جهد و تضحية، مستفيداً من خصائصه الذاتية، ليقوم بدوره في مجابهة الخطر الاسرائيلي ويساعد الشعب الفلسطيني على بلوغ اهدافه الوطنية، فيستر ارضه، ويعود الى وطنه، فتنعم المنطقة عند ذلك بالامن والسلام.
ان علاقة لبنان مع المقاومة الفلسطينية وما نتج عنها من تقاتل واحداث، ما تزال تتفاءل على ارض هذا الوطن، يجب ان تعالج على اسس من الصحة ومن الصراحة والثقة، تحترم معها سيادة الدولة وحرمة المواثيق والاتفاقات، لتحول في المستقبل دون أي تجاوز، فتصان مصلحة لبنان، وتسلم القضية الفلسطينية من كل اذى.
- تصفيق
وان لبنان المستعيد عافيته، لن يكتفي بالعلاقات الصافية بينه وبين اشقائه العرب، بل سيحرص على ان يكون عامل تقريب وتضامن لما فيه خيرهم وخيره، وهو يأمل، في المقابل ان يعي اشقاؤه دقة ظرفه، وان يساعدوه باخلاص وصدق على اجتياز هذه المرحلة الصعبة من تاريخه. ونحن، اذ نسجل للدولة الشقيقة علاقاتها الخاصة بنا في اطار ما تحتمه الاخوة والجوار والنضال المشترك، من تلاق وتكاتف وتعاضد.
- تصفيق
اما وجود القوات السورية على الاراضي اللبنانية، فهو ضمن هذا الاطار بالذات. وباستطاعتي ان اعلن، ان مستقبل هذا الوجود، وكل ما يتصل به، يخضع للسلطات الدستورية اللبنانية ـ تصفيق ـ التي لها ان تتخذ حياله، بموجب المسؤوليات الملقاة على عاتقها الموقف الذي تراه متوافقاً مع المصلحة اللبنانية العليا في الظروف القائمة.
اننا نمد يدا مخلصة الى جميع الاشقاء، لنسعى معا بروح الاخلاص والتآخي لخدمة قضايانا المشتركة وفي رأسها المأساة اللبنانية، مما يحتم السعي الصادق والمخلص للخروج منها, وبديهي ان التعاون الصادق يخدم جميع قضايانا العربية.
اننا نسجل ايضا لجامعة الدول العربية ولمنظمة الامم المتحدة اهتمامها بمأساتنا. كما اننا نذكر بالتقدير، العاطفة التي ابدتها دول صديقة، والمساعي الجادة التي بذلتها لمعاونة لبنان على الخلاص من محنته ولا غرابة في ذلك، لان لبنان كان وسيظل منفتحاً على العالم، امينا للقيم الانسانية والحضارية، وفيا لالتزاماته الدولية. وهنا اود ان اسجل لهذ الوطن الجريح ظاهرة، ان دلت على شيء، فانما تدل على ارادة الحياة والاستمرار، وذلك بتعلقه بنظامه البرلماني الحر، وفي محافظته على جوهر هذا النظام، وبتمسكه بمبادىء الشرعية، بالرغم من المأساة التي يعيشها.
- تصفيق
ومن الطبيعي ان تتجه افكاري الآن الى سلفي الكريم الرئيس سليمان فرنجية ـ تصفيق ـ الذي نسجل له ايمانه بلبنان ونظامه، ذلك الذي لم تزعزعه الظروف القاسية والمصاعب الجسام التي واجهها البلد والتي لم تنل من ثقته بالوطن حتى في الايام الصعبة التي لا يطيب الحكم فيها لاي حاكم.
- تصفيق
ايها السادة،
ان اروع ما يقدمه لبنان لنفسه وللعالم ولكل من امن به، هو مشهد التجديد والانبعاث لوطن طالما يسرت له عبقرية وحيوية بنية الاستمرار والنهوض من المحن. وانه لشرف لنا جميعاً، ان نطلع على العالم، من جو المحنة القاتم المكفهر، بالاطلالة المشرقة والخطوة الواثقة، لنعود الى اصالتنا اللبنانية، الى فضائل شعبنا، مرتفعين فوق الحقد والضغينة، عاملين بعزم وتفان، يداً واحدة، لاعادة بناء صرحنا اللبناني على قواعد متينة من وحدة شعبه الصادقة مع نفسها، ليعود لنا ذلك الصرح الجميل، اثبت بنيانا واشد تألقا واكثر انفتاحا على عصره.
حضرة النواب المحترمين
هذه مسؤوليتي امام الله ووطني وضميري، ساعمل جاهدا، مسترخصا كل تضحية، حتى ينجلي الطريق امام وطننا، وتذلل العقبات. وقد رهنت كل لحظة من عمري، من اجل النهوض بلبنان، لا ليعود كما كان فحسب، بل ليصبح الوطن الذي نريده، والذي سيتحقق باذن الله، وبارادتنا جميعاً ـ
- تصفيق
ليكن هذا هدفنا، ولتبقى امام اعيننا صورة آلاف الضحايا، وليكن لنا منها عبرة وهداية، فاذا اهتدينا الى سواء السبيل، سبيل العقل والمحبة والضمير، لا تكون تضحياتنا قد ذهبت سدى، بل يكون شهداء لبنان اليوم قد ماتوا ليعيش لبنان.
- تصفيق